إلى أمي نقول وداعاً... ولا نمضي نقول وداعاً للمرة الالف أخسرنا فوق الموائد تيجاننا ؟ ترهات الطفولة عبث الازقة ، ترتدي موجة من غبار عليّ اذن أن أقبل الظل السنادين في آخر الباحة مرصوفة بالغبار مَنء شرد الوردة ؟ تلك التي انتظرنا انوثتها طوال قرون كنا نلقم افواه المدافع قصر اعمارنا فيسيل النشيد الطويل . كان النشيج في آخر الليل يعلو والدمع فوق السياج يلطخ العابرين بالحزن وكانت الحقائب تجرجرنا على أبواب مطارات بعيدة والبحر يصمت حتى نخال امرأة من حرير نؤثث ليالينا بالأغنيات الكئيبة أو نؤثث الأغنيات بكآبة ليلة لاتنتهي سينكسر البحر أذن. قلت: سأبحث عن صارية تعصمني أو موجة لاتدحرج شيخوختي أمامها حقائبنا على الأبواب ، لاتدخل هناك تظل واقفة كمسافر يقول وداعاً ولا يمضي ولايعود ممسكاً بالعثوق ممسكاً بالغبار بالازقة بالنهر بالحقيبة وممسكاً بشذى الوردة تلك التي انتظرناها قروناً ونحن نثرثر عن تيجان ضاعت فوق الموائد عن زوجات ملأن احلامنا باطفال عاطلين أو عن جارنا الذي شاخ سريعاً سريعاً.. تمرق السنوات البطيئة وبأيد خجولة نقبض على البحر على حرير باغت الفراشة الغافية تحت سرير الحب لعلها ستكون الوحيدة التي تنجو لعلها ستعطيك وردتها وتعطيك الجهات لترحل أيضاً . نقول وداعاً للمرة الاف ولا نمضي ولا ندخل البيوت التي هجرناها لكن... ياأمي ألم نقل من قبل هذا الكلام؟ *شاعر عراقي مقيم في استراليا