شنت القوات الحكومية في ساحل العاج غارات جوية على مواقع تابعة للمتمردين لليوم الثاني على التوالي مما دفع الحكومة الفرنسية للدعوة الى مزيد من الصلاحيات لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد. كما حث الاتحاد الأفريقي أطراف النزاع على ضبط النفس والالتزام باتفاق السلام المبرم عام 2003. وصرحت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليوت ماري لراديو فرانس-إنتر بان الغارات استؤنفت صباح امس .. والموقف خطير للغاية . ودعت إلى المزيد من الصلاحيات لقوات حفظ السلام. ووصفت رد فعل الاممالمتحدة تجاه القصف بانه "ضعيف للغاية". وأرسلت فرنسا وعدد من الدول الاعضاء في الاممالمتحدة 10 آلاف جندي لساحل العاج. وصرح هيرف لادسو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بان الحكومة الفرنسية دعت لاحترام كامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2003 ردا على تجدد أعمال العنف في ساحل العاج. ولكن التقارير الاخبارية أشارت إلى اشتباكات وقعت بين القوات الحكومية والمتمردين قرب مدينة رافيير. وتعرضت مكاتب المعارضة ومقار الصحف للنهب والحرق في أبيدجان المدينة التجارية المهمة في البلاد. وألقى مسئولو المعارضة بالمسئولية على المسلحين الموالين لرئيس ساحل العاج لوران جباجبو. وقال أحد المسئولين لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي انه يجري تخريب متعمد للممتلكات في أبيدجان. كما أعرب ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي عن قلقه العميق بسبب ورود أنباء عن تجدد أعمال العنف في مدينة بواك شمال ساحل العاج. ودعا طرفي النزاع إلى الاحتفاظ بأعلى درجات ضبط النفس. وأضاف البيان الصادر عن الاتحاد أن رئيس الاتحاد الافريقي يناقش الامر مع الرئيس النيجيري أولوسجين أوباسانجو الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي "بشأن إيجاد الطريقة المثلى للتعاون بين الاتحاد الافريقي ودول المنطقة لنزع فتيل الازمة الراهنة". وتحولت ساحل العاج إلى دولة مقسمة منذ نشوب القتال عام 2002. ومنذ ذلك الوقت سيطر المتمردون على النصف الشمالي من البلاد. وفي الاسبوع الماضي سحبت جماعة "القوات الجديدة" المتمردة ممثليها من حكومة الوحدة الوطنية واتهمت الجيش بالاعداد للعودة للحرب. وبالرغم من أن الجيش لم يحدد ما إذا كانت الغارات الجوية بداية لعملية عسكرية لاستعادة الشمال إلا أن ضباطا بالجيش صرحوا للصحفيين بان الغارات الجوية ستتبعها عمليات ميدانية. ودعا بيان صادر عن الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان إلى استئناف الحوار لضمان استمرار عملية السلام. وأعلنت الاممالمتحدة أنها ستضطر لوقف نشاطها الانساني نظرا لزيادة التوتر في البلاد.