عزيزي الصائم الكريم، ماهي الدايرية؟ الدايرية هي تجمع الاصدقاء على قهوة وشاي وسوالف، اما بعد صلاة العصر او بعد صلاة العشاء كل يوم في بيت واحد منهم بشكل دوري في غير رمضان واما في رمضان فانها بعد التراويح بزمن وقد تختم بأكلة السحور، ومع انها كانت موجودة قبل وبعد رمضان بين الكثير من الاصدقاء وزملاء المهنة الواحدة غالبا ولكنها في رمضان آكد. فالمدرسون لهم دايريتهم، والعمال لهم ايضا دايريتهم، والموظفون كذلك، وقد يختلط هذا بهذا حسب ظروف المجتمع، وظروف السكن، وحسب وشائج القربى، وزمالة الدراسة، كانت هذه الدايريات سابقا تكون قريبة جدا من صلاة العشاء، اي بعد الصلاة بساعة على الاكثر، ولكنها في رمضان، يتغير وضعها الزمني فتكون قبل وقت السحر بساعتين تقريبا، فليل رمضان لا نوم فيه عند الكثير من الناس هذه الايام. عزيزي الصائم الكريم: ترى ماذا يدور في هذه الجلسات، او الدايريات من احاديث ومناقشات؟ عزيزي الصائم الكريم: الدايرية التي انتمي اليها، تتميز في رمضان عن غيره من الشهور، بالانتظام في الحضور، والانتظام في تدرج الحديث، والسوالف، فأول ما نبدأ به الحديث هو اخبار الجرائد، وما جاء فيها، او ابرز ما قرأناه فيها من مواضيع واخبار محلية. ثم ماذا في التلفزيون من اخبار مصورة، اي نتابع ما يجري في العالم من حولنا، ونناقش ونحلل كل حسب رؤيته، واتساع زاوية الرؤية لديه حسب تخصصه، وثقافته، وقدرته الفكرية، ثم ننتقل الى الحديث عن المواقف الرمضانية الطريفة، خلال اليوم الفائت في الوظيفة والمنزل مع الاولاد، والشاي والقهوة وبعض الحلويات، نتناول منها بين الفينة والفينة. ونختم هذه الجلسات اليومية قبل اذان الفجر بحوالي الساعة، باحضار الوجبة الفخمة، وجبة السحور.. او حسب ما يحلو للبعض في دول الخليج ان يسميها (الغبقة). وهي عبارة عن وجبة دسمة من الهريس، او الارز، الذي يفترش صحنا واسعا يقترب قطره من المتر، وفوق بساط الارز هذا يتربع المفطح او ما ينوب عنه، بالاضافة الى بعض الاكلات الرمضانية المعتادة، المتخلفة من الفطور، او مصنوعة خصيصا لهذه الوليمة، ثم بعد تناول السحور هذا او الغبقة، نتفرق شبعانين، شاكرين لمضيفنا حسن الضيافة ولربنا حامدين، والى البيوت رايحين، استعدادا لصلاة الفجر ثم النوم. سهر وأكل ونوم.. متى نصحو للعمل سؤال تتلخبط اجابته كل يوم. فبعضنا ان لم يكن كلنا.. اقول (بعضنا) ترى له في كل دوام تأخيرا، وهذا التأخير نحمل مسئوليته شهر رمضان.. ورمضان منه بريء.. لكن بعض المدراء يتجاوزون عن مثل هذه الهفوات في هذا الشهر الكريم.. ولسان حالهم يقول (كلنا ذلك الرجل). يا موسم الخير جادت منك أنسام هدية الله للغافين انعام يارب حقق لنا بالصوم منزلة كيلا تزل بيوم العرض أقدام