هو ابو القاسم مسلمة احمد المجريط الذي اشتهر باسم المجريطي، وعاش فيما بين 338 - 398 هجرية (الموافق 950 - 1008 ميلادية) وسبب تسميته بالمجريطي انه ولد في مجريط (مدريد عاصمة اسبانيا اليوم) بالاندلس، وبقي فيها مدة طويلة من عمره، ولكنه انتقل الى قرطبة وبقي هناك الى ان توفى. كان ابوالقاسم المجريطي مغرما بحب الاسفار حول العالم بحثا عن كبار العلماء للنقاش معهم والمداولة في آخر ما توصل اليه من بحوث علمية دقيقة في مجال العلوم الرياضية والكيمائية وعلم الحيوان والقلل، لذا زار بلاد المشرق العربي واتصل بعلماء العرب والمسلمين الذين كانوا رواد الفكر والمعرفة، ثم رجع الى قرطبة، وبنى مدرسة تتلمذ فيها عليه الكثير من علماء الرياضيات، والكيمياء والفلك، والطب والفلسفة وعلم الحيوان، عليه ذاع صيته ليس فقط في المغرب الغربي، ولكن ايضا في المشرق العربي، بل في جميع ارجاء العالم. وبذل المجريطي جهدا كبيرا لاظهار مدرسته في قرطبة في بلاد الاندلس على شكل معهد علمي يضم العلوم البحتة والتطبيقية على غرار الجامعات التكنولوجية الحديثة المنتشرة في العالم المتحضر، لذا تخرج في مدرسته اعداد كبيرة من العلماء الذين خدموا الحضارة الانسانية. ويذكر عمر فروخ في كتابه تاريخ الفكر العربي الى ايام ابن خلدون ان ابا القاسم المجريطي انجب طلابا كثيرين، انشأ الكثير منهم مدارس علمية في جميع انحاء الدولة الاسلامية في المغرب العربي بما فيها الاندلس، ومن اشهر هؤلاء الطلاب ابو القاسم الغرانطي وابوبكر الكرماني وغيرهما كثير. وتحدث الكثير من العلماء المخلصين عن مكانة ابي القاسم المجريطي في كل من العلوم الرياضية والفلكية لانه كان يعتقد انها الهيكل العظمي لجميع العلوم. يقول خير الدين الزركلي في موسوعته (الاعلام) مسلمة بن احمد بن قاسم بن عبدالله المجريطي، كان امام الرياضيين بالاندلس، واوسعهم احاطة بعلم الفلك وحركات النجوم. اما عمر رضا كحالة فاضاف في كتابه العلوم البحتة في العصور الاسلامية ان المجريطي هو اول من لمع من علماء العرب والمسلمين في الاندلس في الرياضيات والفلك، ويحق له ان يدعى امام الرياضيين في الاندلس في وقته، حيث انه اهتم بعلم الفلك وبرصد الكواكب، وشغف بدراسة كتاب المجسطي لبطليموس.