ان هذه المنحة الالهية والجائزة الربانية التي خصصها الله جلت قدرته مكرمة من أجل الامر بالتنافس عليها بين عباده لتكون أعظم هدية. ولكن هل الكل يسعى للظفر بهذه الجائزة ذات الشأن العظيم؟ هناك من يتحرى رمضان قبل قدومه بأشهر ويتأسى على رحيله فترة من الزمن كما كان في عهد السلف الصالح وقليل في هذا الزمن. وعلى النقيض من ذلك وجد في هذا العصر من يجعل رمضان للاهتمام بمتطلبات المأكولات والمشروبات والانسياق للمغريات من ملهيات.. ونحوها. والمطلوب في هذا الشهر هو استثماره كما وجد من أجله وهو المسارعة نحو هذه الجائزة. (اليوم) قامت باستطلاع عن رمضان وتعامل الناس فيه وكانت هذه اللقاءات مع شرائح مختلفة. المتسوقون في البداية يقول محمد اليوسف احد المتسوقين في احد الاسواق التجارية بالدمام: انا اتيت الى هنا لغرض تسوق عادي ولم اشتر اغراضا تخص رمضان بالكامل ولم اشتر الا قليلا من الاشياء لهذا الشهر وفي الحقيقة أرى ان الاهتمام بالمشتريات التي تخص رمضان من البعض عادة سيئة اذا زادت عن حدها وهذه الظاهرة غير مجدية فرمضان ليس أكلا ونوما بل له سماته الروحانية وشعائره الخاصة اما بالنسبة للتسوق في رمضان فهي عادة عفى عليها الزمن وعلى الجميع التحري للخير في هذا الشهر المبارك، فيجب الا يضاهى التركيز على اعمال الخير ويكون التوازن مطلبا مهما في كل شيء. ويرى المتسوق جاسم الدوسري انه على رب الاسرة شراء مستلزماته قبل رمضان بفترة قصيرة ودون مبالغة مع أخذ رأي ربة المنزل التي هي ادرى بما يفي بالغرض. اصحاب المحلات يقول صاحب احد المحلات صالح العقيل الذي أطلع (اليوم) على كيفية اقبال الناس على المواد الغذائية التي تخص هذه المناسبة: يقبل الناس على الطلبات الغذائية قبل رمضان بايام قليلة ويقضون مستلزماتهم حتى ايام رمضان الاولى وبعد ذلك يتدرج حتى نهاية الشهر. وعن طريقة الناس في الشراء ذكر العقيل ان الناس اصبحت لديهم عادة لقضاء حوائج رمضان فهناك من يشتري اشياء ليس في حاجة لها ومنهم من يشتري بعض الاشياء وتنتهي صلاحياتها دون الاستفادة منها ويأخذ بكمية أكثر من حاجته. بينما يتحرى اصحاب المحلات تمويل بعض الاسواق التجارية وتبادل البضائع والسلع. المطاعم في رمضان تحدث محمد احمد ظاظا السوري الجنسية والذي يعمل باحد المطاعم بالدمام عن دور المطاعم في هذا الشهر واقبال الناس عليها بالنسبة لرمضان حيث تكون الاسعار خاصة لهذا الغرض وتتوافق مع متطلبات هذا الشهر كبعض المأكولات مثل الحلويات الشامية والمعجنات الاخرى كالسنبوسة وبعض الفطائر موضحا ان الاقبال ليس فيه اي اختلاف عن باقي الاشهر الاخرى. بينما أكد حمدي السيد، مصري الجنسية والذي يعمل في احد المطاعم، ان المطاعم تشهد اقبالا كبير وخاصة بعد ايام رمضان الاولى لان البداية تجد ان الغالبية من الناس يفضل بداية رمضان مع الاسرة وعائلته وخاصة موعد الافطار واوضح حمدي ان من يشهد موعد الافطار معظمهم من المقيمين الذين ليس لديهم عوائل وايضا من السعوديين العزاب هم الذين يتوافدون على مائدة الافطار في المطاعم وعلى القوائم التي تتنافس المطاعم في اعدادها سواء المأكولات أو المشروبات من جميع الاصناف. المقيمون تحدث عن هذه المناسبة العظيمة عدد من الاخوة المقيمين في هذا البلد من الجنسيات السودانية واليمنية والفلسطينية حيث اجمع هؤلاء على معنى هذا الشهر ومدى اهميته وما أمس الحاجة نحن اليه لانه فرصة للتقرب الى الله ومراجعة النفس والحرص على اداء شعائره وعن اختلاف رمضان بين بلدانهم وبين المملكة أكد هؤلاء انه لا اختلاف في هذه المناسبة بين بلدانهم والمملكة بل العكس فهناك شعور بروحانية هذا الشهر في المملكة. الموظفون وقال فيصل العتيبي موظف حكومي: الاحظ انه من خلال شهر رمضان المبارك يقل الاهتمام ويكثر التكاسل والخمول وتغير المزاج ويضعف الانتاج عند بعض الموظفين حتى ان هناك فئة من العاملين في اي قطاع يعتقدون ان العمل ليس ذا اهمية معللا باعذار وهمية وان رمضان فقط للعبادة ونسي ان العمل عبادة لله جل وعلا ولنا في السلف الصالح اسوة حسنة حتى لعهد قريب عهد الاباء والاجداد كان مضربا للمثل بالرغم من اختلاف الوضع بين هذا وذاك واشار الى ان رمضان فيه كل خير فترى جميع المسلمين يتسابقون لفعل الخيرات ويزداد النشاط في ذلك، ولكن بعض الموظفين وليس الكل ينظر الى شهر رمضان بنظرة تختلف عن بقية شهور السنة لأسباب الكسل والخمول والسهر وعدم الجدية في اداء العمل وهذه ليست من عادات المجتمع المسلم. وطالب العتيبي جميع المرتبطين باداء العمل ان يراقبوا الله لان العمل رسالة وأمانة. التعليم يقول مدير مدرسة صقر قريش المتوسطة عتيق بن علي الزهراني ان العمل في شهر رمضان شأنه شأن العمل في بقية الشهور من وجهة نظري الشخصية لانه كسب للاجر اضعافا لان الدراسة عمل والعمل عبادة والدرجات في هذا الشهر الكريم مضاعفة. وفي الجانب التوعوي والارشادي استضافت (اليوم) فضيلة الشيخ الداعية: احمد الصايل من منسوبي فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالمنطقة الشرقية: حيث قال في البداية اهنىء الجميع بقدوم هذا الشهر الكريم من خلال هذه الرسالة اوصيهم وقبل ذلك نفسي بتقوى الله وان نستقبل هذا الشهر المبارك بالفرح والسروروالتشمير للاعمال الصالحة والتسابق للخيرات وان رمضان فرصة ربما لاتتكرر، وكان السلف الصالح يرجون الله ستة أشهر ان يبلغهم رمضان فاذا صاموه دعوا الله ستة أشهر أخرى ان يتقبل منهم. ولكن هناك بعض الناس في هذا الزمن يصرفون اوقاتهم في السهر والسمر باللهو والعبث في الليل والنوم في النهار الذي ربما فيه الكثير يتأخرون عن اداء الصلوات خاصة صلاة الفجر والظهر والعصر فما هكذا يستقبل رمضان. وأضاف ان هذا التقدير الرباني للعبد يجب ان يستغل ويستثمر الاستثمار الاحسن لان هذه المكرمة من اكرم الاكرمين لايعادلها أي ثمن فعلى المسلم ان يستغل هذه الايام المباركة في محاسبة النفس والرجوع واغتنام اوقاته الثمينة في طاعة الله عز وجل الذي يتولى جزاء الصائمين بنفسه وهذه المكرمة لابد للمسلم ان يقدرها بفعل الطاعات واجتناب المنكرات فهذا هو موسم الخير يجب فيه الاكثار من الذكر كالتسبيح والتحميد والتهليل والاستغفار والصلاة على نبي الله. ويقول الله عزوجل (ان الصوم لي وأنا اجزي به) وهذا دليل على الجائزة العظيمة من رب السموات والارض. فعلى المسلم الا يفوت هذه الاجور العظيمة وان فرط فيها فذلك من الحرمان. وأشار الى بعض مايقوم به شريحة من الموظفين الذي يتأثرون في هذا الشهر ويؤثر على عملهم فتجد من هو نائم ومن هو يرفع صوته على المراجع أو يتأخر في ساعات العمل وهناك من يطالب في الغاء الدراسة في رمضان لانه يرى ان الطلاب سيواجهون صعوبة في الدراسة وبعض الطلاب لايهتم بتحصيله العلمي في رمضان وقد نسى هؤلاء ان شهر رمضان هو شهر الانتصارات والخيرات شهر الجهاد والبطولات وفتح مكة وبدر الكبرى وحطين وغيرها. فالواجب على الكل الا يجعل من رمضان فرصة للتقصير في اداء رسالته. ونفى وجود عائق يحد من عملية التحصيل أو ممارسة النشاط بشكل عام في شهر رمضان الكريم ومن يدعي هذا يغالط الحقيقة والمسلم الذي يراعي الله سبحانه تجده يتحمس أكثر. فالطالب المجتهد الحريص على مصلحة نفسه لايجعل من الصوم عائقا عن اداء واجبه وكذلك المعلم صاحب الامانة لاتقل عزيمته في شهر رمضان. فالانشطة قائمة والتحصيل العلمي موجود والحريص على هذه الامور سيجعل من شهر رمضان فرصة مضاعفة لكسب المزيد. ومن مدرسة صقر قريش يتحدث المعلم حسين الشويش قائلا ان الدراسة في شهر رمضان عادية مثلها مثل بقية الشهور ولاتوجد عوائق. وكل انسان أعلم بنفسه ويستطيع ترتيب وقته بما يناسبه. الطلبة وأشار الطالب عمر قاسم من مدرسة صقر قريش ان صعوبة الدراسة في رمضان فقط في الايام الاولى من الدراسة وبعد ذلك يكون الامر عاديا وتدريجيا ولم يخف عمر ان هناك طلابا قلائل يقل اهتمامهم في رمضان لعدة اسباب منها الكسل والسهر وربما اشياء أخرى وأكد عمر ان الطالب المجتهد الحريص لايؤثر عليه أي ظرف موضحا ان رمضان وقت مناسب للعبادة والعلم والجد واختتم عمر حديثه بتوجيه رسالة الى جميع الطلاب على كافة المستويات والمراحل على اداء العمل والا يجعل من رمضان حجة له بل يجب ان يكون دافعا له من أجل التحصيل العلمي والمستوى الرفيع وان يتقرب الى الله أكثر وأكثر في هذا الشهر الفضيل.