الاحساء بمجالسها الاسرية والأدبية وشعرائها وأدبائها عرس (ثقافي) متميز، وظاهرة حضارية نادرة في زمان تتسارع فيه الاحداث لتطأ بأخفافها علينا من وقعها الشديد. فاذا استعرضنا مجالسها الاسرية لرأينا البرَّ والصلة، والاواصر والوشائج، والعلوم والآداب تتلألأ في ساحاتها وفضاءاتها حتى انه اذهلني ان احد مجالسها الاسرية لم ينقطع منذ مائة وستين عاما حتى الآن وهو مجلس آل الشيخ مبارك ناهيك عن المجالس الاخرى المباركة. وان استعرضنا المجالس الادبية في منطقة الاحساء لبرز رائد مجلس الشيخ احمد بن علي آل الشيخ المبارك عميد الأدب الاحسائي وعميد اسرة آل الشيخ مبارك - حفظه الله ورعاه - والذي ترك بصماته الادبية وخبرته المعرفية والثقافية جلية في الاحدية التي دخلت عامها الخامس عشر. ثم هناك المجالس الادبية الاخرى كاثنينية النعيم وثلاثائية العفالق، وسبتية البوخمسين، وسبتية الموسى، وغيرها وكل هذه المجالس يثري المنطقة ادبا وشعرا معارفا وفكرا وثقافة وعلوما. واذاكان المتنبي قد قال قديما: ==1== وخير مكان في الورى سرج سابح==0== ==0==وخير جليس في الزمان كتاب==2== فإني اقول في هذا الزمان: ==1== وخير مقامات الزمان مجالس==0== ==0==بها الفكر والآداب نعم رحاب==2== اجل فالمجالس الادبية واحات فكر، وحدائق آداب، ومجامع علوم وثقافات يثري الانسان منها معارفه، ويشحذ بها فكره، ويقدح بها قلمه، ليقرأ في كل ندوة كتابا من خلال الموضوع الثقافي المطروح ثم من خلال المناقشات التي تليه ليستجلي الموضوع من جوانبه العديدة، ويراه برؤى مختلفة واي غناء وثراء له في هذا. وقد اتت الموافقة على النادي الأدبي بمثابة الزفة لهذا العرس الثقافي الرائع في الاحساء الذي احتفل به دائما بحضوري مجالسهم الاسرية وندواتهم الفكرية والثقافية. فبورك للاحساء النادي الادبي الجديد وحفظ لها مجالسها وندواتها ورجالاتها وأدبائها .. والحمدلله رب العالمين. د. محمد اياد العكاري