اكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى وعشرات المنازل المهدمة والحقول التي تم جرفها واقتلاع اشجارها هل هي نهاية المطاف (لحملة الندم) التي اجتاحت فيها اسرائيل قطاع غزة وهل كل هذه الجرائم البشعة من قتل للاطفال في فصول دراستهم وتدمير البنية الاساسية، وهدم المنازل على رؤوس الفلسطينيين هل هي فصل الختام، لحرب اسرائيل ضد اولئك الصامدين في قطاع غزة، ام ان مسلسل القتل والتدمير وجثث الانقاض ودموع الثكالى في فلسطين لم تأت بعد بتلك النهاية الحزينة التي تريدها اسرائيل. ان ملحمة الصمود الفلسطيني طوال هذه السنوات من الحرب المدمرة في مواجهة اعتى واعنف قوة في الشرق الاوسط (اسرائيل) تؤكد ان النضال الفلسطيني في مواجهة المحتل لن يقف، بمجرد اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي، وانسحابه الجزئي من قطاع غزة. نعم ان خسائر الايام الاخيرة.. كانت فادحة لكنها لم تزد هذا الشعب المقاتل الا صمودا وعزيمة واصرارا للدفاع عن ارضه وكرامته واذا كانت حملات اسرائيل الجائرة على شعب اعزل قد تركت خلفها الكثير من الضرر.. الا انها تركت ايضا ابلغ الاثر في مجمل الصراع العربي الفلسطيني واسرائيل ففي الوقت الذي يشهد فيه المواطن العربي ما حاق من دمار بأخوته في فلسطين، وكفاحهم الباسل ضد ترسانة اليهود الحربية اخذ في الوقت نفسه يتساءل ماذا فعلنا نحن كعرب في مواجهة هذه المجزرة التي تمارسها اسرائيل كل يوم في فلسطين.. وهل تكفى تصريحات الشجب والاستنكار، والكلام في اروقة الاممالمتحدة، وهل قدر الامة العربية ان تبقى عاجزة عن دفع الظلم والبطش والقتل عن اخوة لها في فلسطين، والى متى سيبقى هذا الصمت العربي امام تسلط اليهود وجبروتهم، وهل دماء الابرياء واشلاء الاطفال في غزة وباقي مدن الضفة والقطاع، رخيصة الى الحد الذي لا يتحرك فيه ضمير العالم، ولا وسائل اعلامه ولا ساسته بينما تتحرك الدنيا بأسرها لمجرد مقتل يهودي محتل وغاصب ومعتد. ان المواطن العربي برغم ما يشعر به من غضب وحنق واشمئزاز تجاه هذه الحرب غير العادلة بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية الا انه يقف وبكل اسف مكتوف الايدي، فكل دول المواجهة مع اسرائيل لا تسمح بان يتسلل عبر حدودها الى اسرائيل (فأرا) لا انسانا وهناك دول قد نصت اتفاقياتها مع اسرائيل على ان تقوم هذه الدول بحماية اسرائيل، وتفتح ابواب حدودها لليهود للدخول الى اراضيها بدون فيزا، وبدون اي رقابة وقد ذهل العالم العربي عندما علم للمرة الاولى، بوجود اكثر من 45 الفا من الاسرائيليين سياحا في سيناء، وكلهم قدموا الى ارض العرب بدون تأشيرة دخول وبدون جوازات سفر واكتفوا بالبطاقة فقط، التي لم يتم التنقل بها بين مواطني الدول العربية نفسها، اي ان اليهود قد منحوا امتيازا لم يمنح للعرب انفسهم، فاذا كان هؤلاء القتلة والمحتلون والمغتصبون تمنح لهم هذه الحقوق، فكيف نستغرب او نستنكر حق قتلهم الابرياء والاطفال في فلسطين، لقد منحنا القاتل حق قتلنا، ولم نمنح ابسط حقوقنا في الدفاع عن انفسنا ولا ازيد.