حق الفلسطينيين في المقاومة وحيازة السلاح واستخدامه في مواجهة الكيان الصهيوني (اليهودي) في فلسطين العربية المحتلة يصر جنرالاته وقادته وزعماؤه على مصادرته مع احتفاظه بحق المقاومة بالسلاح واغتيال ابطال المقاومة بدم بارد وشن هجمات جوية وبرية وبحرية وضربات قصف مدفعي بري وجوي وبحري وغارات على مساكنالفلسطينيين في قطاع غزة ومجازر هنا وهناك منذ نشأة هذا الكيان في 15 مايو 1945م. فالخطة التي عرفت - آنذاك - بالحرف دال (د) افرغت (369) مدينة وقرية من سكانها الاصليين من خلال ما نفذته عصابة الارهابي (الهاجانا) من مذابح متتالية ضد المدنيين الفلسطينيين العزل من السلاح في انحاء متفرقة من فلسطين العربية المحتلة كمذبحة دير ياسين والدوايمة واللد ومذبحة الرملة وغيرها من المذابح التي دونتها السجلات الرسمية تحت بند "التطهير العرقي". وذكر بيني موريس احد مؤرخي الكيان الصهيوني: ان الجنرال (ايجال آلون) سأل (دافيد بن جوريون): ماذا سنفعل بالعرب؟ فأجاب بن جوريون اول رئيس وزراء للكيان الصهيوني (اسرائيل):اطردهم! اعطى بن جوريون بالفعل أوامره لجنرالاته بطرد سكان فلسطين! وتم بموافقة اسحاق رابين الجنرال الذي اصبح - فيما بعد - رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني وأحد ادعياء السلام الموهوم! وقد نجم عن هذا التعسف اللاانساني ظهور مسألة اللاجئين الفلسطينيين تجسد - بكل وضوح - في مشاهد ارتال المشاة من اللاجئين الذي يصفه احد زعماء حزب الماباي اليهودي بأنه يشبه مشاهد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. وتكررت هذه المشاهد المؤسفة في كافة الحروب التي شنها جنرالات الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة: تشريد سكان فلسطين الاصليين والاستيلاء على اراضيهم وممتلكاتهم وتجريف مزارعهم بشكل مبرمج باستخدام الآلة العسكرية الوحشية والتوسع الاستيطاني والفصل العنصري. ولازلت اذكر عبارة (راشيل كوري) الفتاة الأمريكية المدافعة عن الفلسطينيين التي سحقتها بلدوزر اسرائيلي في رام الله: (أنا موجودة وسط ابادة عرقية) وهناك كتابان يهوديان اشار الاول الى نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا ابان الاستعمار البريطاني في جنوب افريقيا ومقارنا بمحرقة غزة. وفي مقال الكاتب اليهودي (ايلان يابي) يبدو انه حتى في اكثر الجرائم وحشية كما هو حاصل الآن في غزة يجري التعامل مع الابادة العرقية للفلسطينيين على يد اسرائيل على انها احداث منفصلة ولا علاقة لها بأي شيء حدث في الماضي ولا ترتبط بأي عقيدة او نظام بنفس الكيفية التي كانت يبرر فيها نظام الفصل العنصري (الابارتيد) في جنوب افريقيا سياساته العنصرية ، هذه العقيدة في ابسط اشكالها اتاحت لكافة الحكومات الاسرائيلية السابقة وايضا الحكومة الراهنة تجريد الفلسطينيين من حقوقهم الانسانية والحاق الدمار بهم اينما كانوا، وربما تغير فقط هو الزمان والمكان لكن ظل الاسلوب هو هو التطهير العرقي. وفي غزة تشكل ممارسات تشديد الحصار والحرمان من المساعدات الانسانية والحياتية ومن الادوية والعلاج ومصادر الطاقة اللازمة للحياة والتدمير المنظم للبنية التحتية والقتل والتسبب في اعاقة السكان المدنيين مثالا حيا للتطهير العرقي وانتهاكا صارخا للمعايير الدولية وهو ما دفع المبعوث الدولي للامم المتحدة لحقوق الانسان في فلسطينالمحتلة واستاذ سلطة القانون الدولي في جامعة برينستون اريتشارد فولك الى التساؤل: هل يترك لاسرائيل الحرية في معاملة الفلسطينيين على المستوى الجماعي بهذه الوحشية التي تعتبر نسخة مكررة من جرائم النازية دون محاسبة؟ ويجيب على هذا التساؤل بقوله" لا بالطبع! وذكر الكاتب الثاني د. داليا واصف الكاتبة الامريكية المتخصصة في الكتابة عن فلسطين في مقال نشر في 31 ديسمبر 2008م ان انكار المحرقة (الهولوكست) يندرج تحت بند معاداة السامية ولكنني لا اتحدث عن محرقة الحرب العالمية الثانية الذي ينكره الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وانما عن المحرقة التي نشاهدها في غزة الآن في فلسطين منذ ستين عاما اذ ان الغرب ساميون فان السياسة الامريكية - الاسرائيلية لم تكن تاريخها اكثر لا سامية من الآن. مشاهد من محرقة غزة لا تزال تبث على شاشات الفضائيات مباشرة: جثث مئات الاطفال القتلى مع الحملات التي تضم اشلاء ابائهم وامهاتهم واقاربهم واصدقائهم وعلى وقع صرخات الحزن والاسى والغضب التي تصدر من اهلنا في غزة ولا يزال المأجورون في غيهم ماضين في تنفيذ المخطط الصهيوني اليهودي بحذافيره على الرغم من سقوط اكثر من خمسة آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح! فهل يفيق هؤلاء من الغفلة قبل فوات الاوان؟!