غارات اسرائيلية متواصلة على قطاع غزة ترفع عدد الشهداء والجرحى بينهم الشهيد "ابو إبراهيم القيسي" الأمين العام للجان المقاومة الشعبية وستة مقاومين من سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، ناهيكم عن المواطنين الشهداء والجرحى، وعن الدمار والخراب...!فما يجري هناك في واقع الامر، انما هي حرب واحدة طويلة شنتها العصابات الصهيونية منذ ما قبل نكبة 48 بسنوات، وتواصلها دولتهم الى اليوم، وهي حرب من وجهة نظرهم وجودية ابادية ضد الوجود العربي، يطلقون عليها "حروب الدفاع عن النفس"، والاسماء عديدة متغيرة... كلهم هناك في "اسرائيل" يعتبرونها حربا مفتوحة، ويقول افرايم هليفي رئيس الموساد السابق ورئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي في ذلك في مقال نشر في يديعوت"من غزة الى غزة حتى الجولة القادمة".وهو بذلك يتحدث عن جوهر السياسات الحربية الاسرائيلية. فحينما يعلنها قادة"اسرائيل" وجنرالات المؤسسة الحربية واقطابها السياسيين انها"حرب مفتوحة" على غزة، و"ان هذه الحرب لن تتوقف حتى يتوقف سقوط الصواريخ على اسرائيل- ذريعتهم الاعلامية"، وانه" لن تعقد هدنة من الآن فصاعدا" فان الاجندة الاسرائيلية المجازرية المبيتة تغدو واضحة سافرة تماما...! وحينما يهددون ويهذون بالمجزرة والمحرقة على مدار الساعة و"كلما دق الكوز بالجرة" بان "سكان غزة سوف يدفعون ثمن انتخابهم لحماس"و"أنه في الجنوب تدور حرب حقيقية" وأن "احدا في حماس لا في المستوى المنخفض ولا في المستوى العالي، سيكون حصينا من تلك الحرب"، فان التصعيد التدريجي يغدو اوضح من اي وقت مضى...!. هذا التصعيد الاجرامي الذي يتوجه الثلاثي نتنياهو-باراك-ليبرمان بمجزرة الجمعة التي بلغ حصادها حتى اللحظة سبعة وعشرين بين شهيد وجريح، ناهيكم عن التدمير والدمار اللاحق بالمنشآت والمقار الامنية والمدنية وكذلك بالمنازل والمساجد والآتي المبيت ربما يكون اعظم...! وليس ذلك فحسب...!فهناك عدد من جنرالاتهم يطالبون ب"تنفيذ ابادة جماعية- هولوكست- بغزة في حال استمرار اطلاق الصواريخ على اسرائيل" بينما"الكابينت-المجلس الامني المصغر" يقرر شن حرب مصغرة بدلا من الاجتياح الشامل" ويسحب من الجاور ذات "الخطة المتدحرجة مجددا" .انه "الهولوكوست" الصهيوني الابادي المتدحرج في فلسطين ...! فالذي يجري على امتداد مساحة الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بشكل عام، وعلى ارض القطاع على نحو حصري مخطط ومبيت ومؤدلج ومدجج بفتاوى وتشريعات الحاخامات، وبالقرار والتصميم والاصرار الرسمي والامني -الحربي الاسرائيلي.والذي يجري على ارض القطاع هو"الهولوكوست الفلسطيني المفتوح، وهو المجزرة –ا لمذبحة / المحرقة المفتوحة التي تنفذ مع سبق التخطيط والتبييت والترصد في اطار استراتيجية "قطع رؤوس المقاومة وتدمير مقومات الصمود الفلسطيني"...! انها مجزرة/ محرقة ترتكبها "اسرائيل" بشهية مفتوحة للدم العربي الفلسطيني وسط صمت عربي ودولي مطبق، في وقت يطلق نتنياهو واركان جيشه المزيد من تهديدات سفك الدماء.فهي ايام الدم المتصلة في غزة والضفة، وأطفال وشيوخ ونساء فلسطين شهداؤها ووقودها...!. وكأن هذه الحرب المفتوحة في جوهرها حرب على الاطفال والاجيال في فلسطين...!وهي حرب حقيقية تمارس بشكل مكثف وتشهد تصاعداً خطيرا مع سبق التخطيط الاجرامي في الأيام الأخيرة.وكأن القيادات السياسية والامنية الاسرائيلية تسعى لتجسيد عبرها ودروسها المستخلصة في تقاريرها عن هزائمها في العديد من المواجهاتة على اللحم الفلسطيني...!.وكأنها تلملم نفسها وردعها من جديد على الجبهة الفلسطينية غير المتكافئة...؟!!! وكأنها تريد ان تقول للاسرائيليين والعالم انها "اسرائيل" هي...هي لم تتغير ...وان قدراتها العسكرية والامنية لم تتضرر...؟!!!!وان جيشها وقواتها الخاصة ومروحياتها الاغتيالية ما تزال بكامل عافيتها الارهابية ....؟!! وانها قادرة على مواصلة المجزرة المتدحرجة ضد كل الفلسطينيين الذين تسول لهن انفسهم بالاقتداء بنموذج حزب الله في لبنان مثلا ...؟!!وكأنها تطلق رسالة للفلسطينيين والعرب والعالم انها لن تخرج من جلدها الارهابي المجازري ابدا ....؟!!!وان المعركة مع الفلسطينيين المرابطين على خاصرتيها مسألة استراتيجية تختلف عن المعارك الاخرى على الجبهات الاخرى ...؟!!!وكأن الثلاثي نتنياهو- باراك -ليبرمان يقولون للاسرائيليين والفلسطينيين مجددا "لا نريد ان ينام احد ليلا في غزة "و"ان علينا ان نعرف متى نكشر عن انيابنا..."ولكن ...!