أمام اعداد الخريجين من مختلف الجامعات والكليات السعودية يبرز السؤال العريض .. اين يذهب هؤلاء الخريجون!؟ وهل سيجد هؤلاء الخريجون فرص التوظيف الكافية؟ الواقع يقول: إنه مع تزايد الخريجين تزداد مشكلة البطالة.. فالخريجون بالآلاف.. والوظائف تنحسر شيئا فشيئا في القطاعين الحكومي والخاص.. ورغم ما يقال إن الواقع يفرض تأهيلا وتدريباً لهؤلاء الخريجين حتى يجدوا فرصا وظيفية.. إلا أن هذه البطالة ستزداد عاما تلو الآخر والسبب.. أن هذه الجامعات والكليات مازالت تقدم لنا خريجين في تخصصات تشبعت بالموظفين ولم يعد هناك مزيد من الحاجة لهؤلاء الخريجين .. ومن هنا تزداد مشكلة التوظيف تعقيداً وصعوبة وأشعر بأن جامعاتنا وكلياتنا لم تعد تحرك ساكنا فتعيد النظر في أقسامها وتخصصاتها فتغلق التخصصات التي لم يعد لها حاجة لخريجيها وتركز على التخصصات التي تحتاجها سوق العمل وبالتالي نحد من ظاهرة الخريجين ذوي التخصصات غير المطلوبة ونخفف من مشكلة تزايد البطالة وعندما تركز الجامعات على التخصصات المطلوبة فإنه لا مفر للطلاب من اختيار هذه التخصصات التي ستؤهلهم لسوق العمل وعلى أن يتوافر فيها التدريب والتأهيل لما بعد الجامعة.. حتى إذا ما بحث هؤلاء الخريجون عن فرص وظيفية وجدوا ما يتناسب والتخصصات التي يحملونها.. إن ازدياد البطالة في أي مجتمع له من المضار السلبية الشيء الكثير.. ليس على الخريج فقط بل ويمتد هذا لاسرته وللمجتمع الذي يعيش فيه.. ومن هنا فحري بجامعاتنا أن تركز على التخصصات التي يحتاجها قطاعا التوظيف الحكومي والخاص وأن تتيح فرص التدريب والتأهيل للخريجين ..واعتقد أن القطاعين الحكومي والخاص مازال يحتاجان إلى مزيد من آلاف الخريجين لكن ليس في التخصصات النظرية.. وإنما في تخصصات مهنية ومهارية وإذا ما نظرنا إلى مجالات الاستثمار في حقول الغاز بالنسبة للشركات الأجنبية ندرك حجم الوظائف الكبير الذي سيتيحه هذا القطاع أمام شبابنا. إننا أمام مشكلة اسمها البطالة وعلينا أن نتدارك اضرارها وآن الأوان أن نقفل الأبواب أمام التخصصات التي لا نحتاجها ونركز فقط على ما يحتاجه سوق العمل وهذا ما نتمناه لمصلحة أبنائنا.