إذا كان بلير جادا فيما يقول فإن القوات البريطانية ستظل باقية في العراق لعقد من الزمن. والمعارك التي دارت خلال الأسبوع الماضي في سامراء، ربما تكون على الأرجح مؤشرا لما قد يحدث في العراق لو أن الرئيس جورج بوش أمّن إعادة انتخابه. وعندما يصبح عدد الإصابات أقل إحراجا سياسيّا، فإن بوش سيأمر قواته بشن هجوم مكثّف لسحق التمرّد في وقت كاف قبل موعد إجراء الانتخابات العامة في العراق في يناير كانون ثاني المقبل. ان الإحتمال الأكثر تصوّرا، هو أن تلك الانتخابات ستجرى في موعدها المقرر، ولكن، الإقبال سيكون متدنّيا بحيث ستفتقر النتائج إلى المصداقية. ومع ذلك، ستحاول كل من واشنطن ولندن في أوائل الربيع القادم التخفيف من الدوءر العسكري لقوات التحالف ونقل مسؤوليات الأمن إلى العراقيين. وهذه السياسة ستُمنى بالفشل لأن الحرس الوطني العراقي الجديد، سيثبت أنه غير فعال. المهم أن الامور ستغدو بعد ذلك أكثر بلبلة واضطرابا، وسيصبح من الصعب التكهن بالعواقب. وتوني بلير قد أبلغ مؤتمر حزب العمال في الأسبوع الماضي بأن على بريطانيا أن تواصل البقاء في العراق إلى أن تُستكمل المهمة. و إذا كان رئيس الوزراء، يعني ما قال فإن القوات البريطانية ستبقى في العراق لعقد من الزمن. المشكلة ان المتمردين يظهرون كراهيتهم في كل يوم للحكومة المؤقتة. وليس ثمة من سبب يدعو إلى أن الانتخابات العامة ستعزز من شرعية تلك الحكومة. و من مظاهر الضعف المزمن لتدخل القوى الغربية ان متابعة العمل العسكري غالبا ما تكون غير كافية أو حتى منعدمة. وقد ثبت ذلك في منطقة البلقان وأفغانستان. ان القوات الأميركية والبريطانية لا تواجه أي خطر من الهزائم في ساحات المعارك. ومع ذلك ظلّ المتمردون يحققون نجاحات كاسحة، الأمر الذي من شأنه أن يُحبط مساعي إعادة الاعمارفي العراق. خلاصة القول إنه ربما يكون من العسيرعلى أمة أن تستوعب درسا في مدى أشهر، مما يحدث ويجري، ولكنّ محاولة التعلّم واجبة. ومهما تكن المصاعب القائمة في وجه الانتخابات العامة في يناير المقبل،ونقر بأن مَنء يجادلون بضرورة انسحاب قوات التحالف لهم نظرة خاصة وقد تكون محقة، ولكن الحقيقة هي أن من الصعب على المرء أن يتفاءل ازاء ما سيحدث في العراق لو أن تلك القوات ظلت باقية هناك.