أثبتت أمريكا أنها وقعت في أخطاء استراتيجية في هذه الحرب.. حيث بدأت تكتشف ان حجم القوات على جبهة القتال لم يعد كافيا لأنها كانت تعتمد على مبدأ للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي يقول أن كثافة النيران يمكن ان توفر حجم القوات غير أن مسرح العمليات الذي يمتد لمئات الكيلو مترات في العراق مسرح صحراوي تعتريه أهداف حيوية ومقاومة شديدة ونزيف خسائر .. والذي لم يكن متوقعا لدى القوات الأمريكية والبريطانية جعل مضاعفه عدد القوات ضروريا حيث بدأت أمريكا في إرسال بعض الفرق العسكرية المحمولة جوا إلى جبهة القتال في العراق بما يكشف ان استعدادات الحرب لم تكن كافية وان قوات التحالف لم تحقق اكثر من 40 %من أهدافها في ظل مقاومة القوات العراقية ورجال العشائر ومقاتلي النجف والحرس الجمهوري في محاولة للدفاع عن بغداد وكافة المدن العراقية الأخرى والحيلولة دون سقوطها رغم عدم التوازن بين الجانبين 00ولعل تغير لغة الخطاب الأمريكي بعد بدء عمليات القتال يخالف ما كان متوقعا وهو الأمر الذي يعد من الأخطاء التي واجهت البنتاجون واكتشف مؤخرا لأنه كان يراهن على أشياء لن تحدث وأيضا أكد هذا ما جاء فى خطاب الرئيس الأمريكي بوش عندما صرح بان الحرب ستطول مهما طال الزمن متفقا بذلك مع تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا الذي أكد ان العمليات العسكرية ليست وقتا ولكنها هدف 0وفى ظل التطورات الأخيرة غير المتوقعة التي تشهدها الحرب فان قوات التحالف لن تقدم على التورط في حرب المدن لأنها سوف تتعرض لخسائر بشرية مضاعفة ربما تثير الرأي العام الأمريكي البريطاني بشكل لاتستطيع الاداره الأمريكية مواجهته وكذلك الادارة البريطانية فالدخول في حرب المدن يشبه الدخول في مستنقع مليء بالتماسيح والثعابين الفتاكة التي لن تفيد احدث الأسلحة في القضاء عليها مع الفارق في التشبيه لأن المقاومة العراقية تدافع عن وطنها ولهذا ستلجأ قوات التحالف إلى إنزال قوات خاصة لقطع الاتصالات بين القيادة العراقية وباقي القوات في جميع أنحاء البلاد وهو الأمر الذي يجعل العراق يدافع عن بغداد من خلال محورين الأول الحرس الجمهوري والثاني الشعب المسلح وهذا يجعل قوات التحالف بعيدة عن العاصمة بنحو 60كيلو مترا حتى لاتقع فى مرمى المدفعية الخاصة بالقوات العراقية مع استخدام قنابل اكثر شدة في الانفجار والتدمير مثل القنبلة العنقودية او التي يسمونها ام القنابل لاحداث مزيد من التدمير. خبير استراتيجى ومحلل عسكرى