تقع تلك الفئة الباغية الضالة من الإرهابيين في دائرة وهم كبير حينما تظن أنها بأفاعيلها الإرهابية قد تمرر أفكارها المنحرفة في أوساط المجتمع السعودي من جانب ، وأنها قد تؤثر على الأمن في هذه البلاد من جانب آخر ، وهو وهم زينته لها رموزها التي باعت ضمائرها مع تلك الفئة لشياطينها ، وإلا فإنهم يعلمون جميعا أن الأمن في هذا الوطن يدخل في لحمة التركيبة الاجتماعية التي تأسست في المملكة منذ ان قام كيانها الشامخ على يدي الملك عبد العزيز وحتى العهد الحاضر، بل ان الأمن تحول مع مرور الزمن إلى علامة فارقة من أهم العلامات التي تميز نظام الحكم في المملكة .. وتحول إلى علامة عرفت بها المملكة منذ عهد التأسيس حتى اليوم بين كافة أمم وشعوب الأرض ، ويكفي للدلالة على ذلك أن معدل نسبة الجريمة في المجتمع السعودي يعد من أقل النسب في العالم بشهادة المنظمات والهيئات والمؤسسات الأمنية الدولية وإحصاءاتها الدقيقة ، ورغم أن رجالات الأمن البواسل كعادتهم واجهوا تلك العناصر الإرهابية فجر يوم أمس الأول وتمكنوا من إحباط مؤامرتهم وقتلهم في حي النهضة شرق الرياض إلا أن هذا الحادث وما سبقه من حوادث إرهابية في المملكة وغيرها من دول الشرق والغرب لعل اقربها ما حدث في مدينة طابا المصرية يعيد إلى ذاكرة العالم بأسره ما نادت به المملكة مؤخرا حول عقد مؤتمر دولي للإرهاب في عاصمتها للتدارس والتداول بشكل جماعي لا فردي في أهم السبل الكفيلة باحتواء ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر رموزها في وقت أخذت فيه خلايا تلك الظاهرة الخبيثة تنتشر في الجسم العالمي بكل أقطاره وأمصاره كما ينتشر السرطان ويستدعي الأمر للتخلص منه بشكل نهائي نزعه من جذوره وتخليص المجتمعات البشرية من شروره وويلاته ولن يتأتى ذلك إلا عبر التجمع الدولي الشامل الذي دعت إليه المملكة للتفكير جديا في وضع الاستراتيجية الدولية المنشودة لاحتواء ظاهرة الإرهاب التي ان ترك رموزها يسرحون ويمرحون في دول العالم فإنهم سوف يشكلون خطرا جسيما على كل المجتمعات ويؤثرون على نموها وتنميتها وهذا ما ترمي اليه تلك الرموز التي تمرست على القتل والتخريب والتدمير لإملاء أفكارها المنحرفة على شعوب العالم وأممه.