أثناء مروري بأكثر من شارع من شوارع الخبر والدمام وضواحيها لفت انتباهي اختفاء مؤشر العداد الرقمي التنازلي الإلكتروني عند بعض إشارات المرور التي تتوافر بها كاميرات مراقبة لنظام «ساهر» دون الإشارات الأخرى، وكثرت تساؤلات الناس عن السبب. حاولت الاتصال ببعض الأصدقاء في المرور لمعرفة الحقيقة، ولماذا اختفت العدادات الرقمية؟ وقال أغلبهم إنهم لا يعلمون من المتسبب في فعل ذلك الإجراء؟ ورغبة مني في معرفة الحقيقة واستقاء المعلومات من مصادرها أرسلت رسالة نصية يوم الجمعة الماضي لمدير عام المرور بالمملكة اللواء عبدالرحمن المقبل والتي كان نصها «أسعد الله مساءك، لدي استفسار هام وصلني من مواطنين يشتكون من اختفاء العداد الرقمي التنازلي الالكتروني عند بعض إشارات المرور، وكذلك تقادم إشارات المرور وانعدام صيانتها، من المسئول عن اختفاء العدادات؟ هل هي الشركة المشغلة لساهر، أم المرور، أم متعهد الصيانة؟.. شاكراً ومقدراً لطفكم» وإلى لحظة تسليم المقال لم يصلني رد. حاولت الاتصال ببعض الأصدقاء في المرور لمعرفة الحقيقةوصلت إلى قناعة أن نظام ساهر الهدف منه جمع الأموال في خزينة الشركة المشغلة، ومن قال إنه يحمي سالكي الطرق من الحوادث؟.. نعم لا ننكر أن الحوادث المرورية أزهقت الكثير من الأنفس بسبب السرعة ولكن ليس الحل في كاميرات ساهر؟ فوزارة الطرق تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية، والإدارة العامة للمرور تتحمل هي كذلك المسئولية بافتقاد الطرق السريعة للوحات الإرشادية ووسائل السلامة المرورية، فالمرور يجب عليه تكثيف الحملات المرورية التثقيفية بخطورة السرعة في وسائل الإعلام المختلفة وأماكن تجمع الشباب، وأزيد على ذلك أن تقوم الإدارة العامة للمرور بالتنسيق مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس بتبني الهيئة للحد الأعلى للسرعة في السيارات الواردة للمملكة، وليكن الحد الأعلى لها (140)، فهذا قد يكون حلاً في تخفيف الحوادث المرورية الناتجة عن السرعة الزائدة عن المعدل المسموح به.. أما إلغاء العداد فهو مساعدة من المرور للشركة المشغلة لساهر في تسجيل المخالفات وغيرها بدون توعية وبدون وجه حق، على الأقل أو من المفترض منهم أن ينصبوا علامات تحذير للسرعة القانونية وتكون واضحة للجميع، أما التخفي وراء الأشجار وتحت الأنفاق فهو أمر مريب.. المعلوم لدى الناس أن الإشارات لا تصّور إذا تجاوز السائق اللون البرتقالي للإشارة المرورية، وأن تصوير المخالفة يكون على تجاوز الإشارة الحمراء وباختفاء العد التنازلي كيف يعرف السائقون المدة المحددة لفتح وغلق الإشارات في ظل اختفاء العد الرقمي التنازلي عند الإشارات على الأقل في المنطقة الشرقية؟. رصدت بالفعل اختفاء مؤشر العد التنازلي في الإشارات المتوافر بها نظام «ساهر» في أغلب مدن الشرقية، ووجودها في إشارات أخرى لا يتوافر بها «ساهر».. إن اختفاء العد الرقمي لا يساعد السائق على التوقف وبذلك يمكن أن تُسجل عليه مخالفة السرعة أو قطع الإشارة وإرباك السائقين عند محاولتهم تجاوز الإشارة المرورية وهي خضراء خوفاً من أن تأتي حمراء بشكل سريع، مما يعرض مركباتهم للرصد الآلي من خلال كاميرات «ساهر»، فالناس أضحوا يدفعون أموالا لشركة لم تخفف كاميراتها من نسبة الحوادث المرورية، وزاد من الطين بلة ربط عدم تسديد غرامات ساهر بالخدمات الحكومية والسفر خارج المملكة إما لعمل أو لعلاج أو لسياحة.. لا يخرج علينا مسئول من المرور ويحاول ان يقنعنا أن هدفهم من تطبيق نظام ساهر هو التقليل من نسبة الحوادث والوفيات، والحفاظ على النظام المروري، وعدم تجاوز الإشارة المرورية الحمراء، وأن اختفاء العد الرقمي التنازلي هو مشكلة فنية، وستعاود الظهور بسبب التطوير والتجديد للنظام الالكتروني.. تويتر @myalshahrani