في أحد الطرق الرئيسة في جدة فجأة توقف سائق سيارة حينما تحولت إشارة المرور إلى اللون البرتقالي خوفا من اصطياده من قبل كاميرا ساهر غير أنه ما كاد يتوقف حتى ارتطمت به مركبة من الخلف وتضررت سيارته. هذا المشهد يحدث كثيرا في شوارع عروس البحر الأحمر جدة بعد أن تم نزع العدادات الرقمية وتركيب كاميرات ساهر حتى أن الارتطامات أصبحت سمة في إشارات المرور. وأجمع عدد من مستخدمي الطرق على ضرورة إعادة العدادات الرقمية حتى لا تتضرر سياراتهم وتتضخم ملفاتهم بقسائم المخالفات لأن العدادات تكشف المدة المتبقية من إشارة المرور. مشاهد الارتطام في إشارات المرور جعلت مستخدمي الطرق يوجهون اللوم الى المرور بتصيدهم وترصدهم مطالبين بالإبقاء على العداد الرقمي كونه يتيح للمركبات معرفة الوقت لتغير ألوان الإشارة الضوئية. وأبدى عدد من أصحاب المركبات استغرابهم من قيام مرور جدة من سحب وإلغاء العداد الرقمي المركب على الإشارات الضوئية بمجرد تركيب كاميرات المراقبة في الاتجاهات الأربعة بما يمنع قائد المركبة معرفة المدة الزمنية للإشارة الحمراء وبالتالي إما تصويره لحظات اللون البرتقالي أو المغامرة بالتوقف المفاجئ والذي يؤدي إلى اصطدام من الخلف في أغلب الأحوال. وقال كل من محمد عبدالله ومحمد وزنة وعلي العمري ومحسن حسين وماجد عبدالله إن العدادات الرقمية التي تعمل بمعية إشارات المرور في جدة تساهم في تنبيه قائدي المركبات على قرب ظهور اللون الأحمر، مما يمكنه من تقدير التوقف عند العد التنازلي للون الأحمر، إلا أن الملاحظ استبعاد تلك العدادات في الإشارات التي تم تركيب كاميرات في الاتجاهات الأربعة لها، ما يمنع قائد المركبة من تحديد الوقت الكافي قبل اجتياز الإشارة تفاديا لقطعها وبالتالي تصويره من الكاميرات الأربع.. وتساءلوا لماذا لا يتم الإبقاء على عدادات الإشارات الضوئية في التقاطعات الكبيرة التي تم تركيب كاميرات حولها؟. وأجمع عدد من أصحاب المركبات على أن إزالة العدادات الرقمية تثير الشكوك حول تقصد المرور المركبات «بحسب وصفهم» دون الالتفات إلى تزايد الحوادث بسبب التوقف المفاجئ للمركبات حول الإشارات المراقبة بالكاميرات. وفي موازاة ذلك، أوضح العقيد زيد آل هاشم الحمزي مدير العلاقات والإعلام في مرور جدة أن هناك مشكلات فنية وتقنية تتطلب إلغاء عداد الإشارة عند تركيب كاميرات المراقبة في الإشارات الضوئية. وأبان أن هذه المشكلة تسعى إدارة المرور إلى حلها بما يمكن قائد المركبة من معرفة توقيت الإشارة الحمراء لتلافي تصويره، ونفى العقيد الحمزي أن يكون استبعاد العدادات من إشارات المرور بعد تركيب الكاميرات بقصد تصيد قاطعي الإشارات. وحول تزايد الحوادث بسبب التوقف المفاجئ عند الإشارات الضوئية المراقبة بالكاميرا عقب استبعاد العداد الرقمي قال: لا توجد إحصائية حول حجم هذه الحوادث لكنها تقع بسبب تردد وتخوف البعض من المرور عندما تكون خضراء أو بسبب توقف قائد المركبة بصورة مفاجئة. وأكد العقيد الحمزي أن المراقبة الآلية حول الإشارات الضوئية وضعت للسلامة العامة ولوضع حد لتهورات البعض.