تتعدد لدينا جهات التدريب وبكثافة مقبولة ومنشرة بتوزيع جغرافي مناسب للبيئة التي انشئت من اجلها وجهزت باحدث المعدات وهيئت لها الكوادر فهناك مراكز تدريب فنية في كل من سابك، سكيكو، التحلية، الخطوط السعودية، ارامكو، القوات الجوية، القوات البحرية وبعض الجهات في القطاع الخاص. ولا ننسى الجانب الاداري والمالي فهناك معهد الادارة، المعهد المصرفي، معهد البريد ومراكز الكمبيوتر في القطاع الخاص. مضافا إلى كل ذلك ما تخرجه المدارس التجارية والصناعية والتقنية والزراعية ومعاهد التمريض ومعاهد الخياطة النسائية وغيرها ممن لم نتطرق له واللافت للنظر ان كلا منها يخضع لجهة مختلفة في نظامها وخططها وأولوياتها ومعظمها لم تكن العملية التعليمية ضمن اختصاصها ولكن الحاجة اقحمتها في هذا المجال ولهذا نجد ان كل جهة تهتم بابجديات احتياجاتها دون التعمق في تكثيف التخصص مما يجعل المناهج تحتاج الى تفعيل واعادة نظر لتوسيع القاعدة من هذه المخرجات لتكون دعما للقدرات التشغيلية حاضرا ومستقبلا. ولو اخذنا بالقياس معهد الادارة وتركيزه على منسوبي القطاع العام وايضا مراكز التدريب الحكومية لماذا لا تستفيد منها بقية القطاعات الحكومية ذات الاختصاص المتشابه وكذلك مراكز التدريب في سكيكو، سابك، ارامكو. لماذا لا يسمح للقطاع الخاص بالانتفاع من مخرجات هذه المراكز حتى ولو كان بالمشاركة في النفقات وهنا يبرز لنا سؤال عن بقية المعاهد والمراكز ومدى تأثيرها في تنمية القوى البشرية بالرغم من العمر الزمني الذي مر عليها دون ان تترك بصمة تستجيب فيها لمتطلبات التنمية. فهنا يكون التفعيل هو الحل الامثل لهذا الركود ومن بين خطوات التفعيل التي اقترحها ان تدمج المعاهد والمراكز ذات الاختصاص المشترك في معهد تطبيقي يضم تلك التخصصات المدمجة وليكن لدينا ثلاثة معاهد تطبيقية الاول فني وتقني والثاني مهني وحرفي والثالث مالي واداري وذلك بهدف توحيد النشاط وتركيز الاختصاص للابتعاد عن التشتت وبعثرة الجهود لتكثيف الخريجين وسد الحاجة في القطاعين العام والخاص. كنت اتمنى ان ارى مساهمات القطاع الخاص في مجالات التدريب للحصول على الكفاءة والمعرفة وتخطي هذه العقبة التي تشكل عائقا امام السعودة وللاسف انهم مازالوا ينتظرون الناتج المجهز دون التفكير في اساليب المعالجة وهي ان تقوم القطاعات الكبيرة الصناعية والتجارية والزراعية بتحديد مقاعد دراسية كابتعاث داخلي يتناسب مع احتياجاتهم من هذه التخصصات ودعما لهذه المراكز وتغطية العجز الحاصل. وفي الاونة الاخيرة ظهرت لنا احتياجات جديدة وهي شعبة السفر والسياحة ولا ندري ما يحضره لنا الغد من تخصصات لم نستعد لها واولها الحاسب الآلي وتدفقاته المتسارعة من الانترنت وجراثيمه التي تعطل المسيرة والبريد الالكتروني والحكومات الالكترونية والدائرة تكبر ونحن مازلنا في جدلية السعودة وان كنت لا انسى انشاء جامعتين اهليتين غير ربحيتين بانها تشكل خطوة على الطريق الصحيح وبمبادرة طيبة من الدولة اتعشم ان تتلوها خطوات مماثلة من القطاع الخاص ليكتمل العقد بلآلىء تضيء الطريق وتفتح المجال امام الجادين باثبات وطنيتهم واخلاصهم لامتهم التي رعتهم بجل عنايتها. والارض مازالت خصبة والعطاء مستمر فما علينا الا شحذ الهمم وصقل الطاقات وتفعيل الامكانيات لنسير مع ركب الزاحفين بكل قدرة وثبات.