أقامت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض مساء أمس الأول لقاءا مفتوحا مع الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزامل رئيس مجلس إدارة شركة الزامل وعضو مجلس الشورى تحدث فيه الضيف عن حياته العلمية والتجارية وحياة عائلة الزامل بحضور رئيس الغرفة التجارية الأستاذ عبد الرحمن الجريسي. وروى الزامل قصة بداية عائلة الزامل في ممارسة التجارة منذ بداية والده وأسرته في تأسيس مصنع الزامل للمكيفات وتحدث أيضا عن مبادئ أسرة الزامل وطريقة عملها في الحياة الأسرية والتجارية. وبدأ الزامل حديثه عن قصة والده المرحوم عبد الله الزامل عندما كان يعيش في مسقط رأسه في القصيم في بلدة عنيزه حيث تركها مسافرا إلى المنطقة الشرقية في مدينة الجبيل مشيا على الاقدام طلبا للرزق وبحثا عن المعيشة مضيفا الزامل أن والده وصل إلى الجبيل وسكن عند جماعة من أقاربه حيث قام بممارسة بعض الأعمال مثل العمل في ( بقاله ) لبيع المواد الغذائية وكذلك العمل في العقار والبناء وكان عمله مقسما بين مدينة الخبروالبحرين وقد نجح في عمله وكون ثروة طيبة في ذاك الوقت. ويضيف الزامل أن والده أنجب 12 ولدا وأربع بنات من ثلاث زوجات وكان يعامل الجميع بالعدل والمساواة مما أنعكس ذلك على علاقتنا كأخوة حيث أصبحنا متحابين ومتعاونين كأننا أشقاء من أم واحده كما حرص الوالد على تعليمنا العلم الجيد مبينا أنه كان يدرس في تلك الفترة مع الدكتور غازي القصيبي وزير العمل الحالي ونظرا لحب الوالد في العلم والتعلم أرسلنا الوالد للدراسة في خارج المملكة رغم ارتفاع نفقات التعليم خارج المملكة حيث درست أنا وعشرة من أخوتي في خارج المملكة في تخصصات مختلفة إلا الأخ الأكبر محمد فضل والدي أن يعمل معه بعد أن أنهى دراسته الثانوية ليكون محمد ملما بالعمل التجاري الخاص بتجارة الوالد وليقوم بعمله بعد وفاته وذلك لانشغال جميع الإخوة بالدراسة. وذكر الزامل أن والده قبل وفاته قرر الذهاب إلى ألمانيا لأجراء عملية جراحية وقد قام رحمه الله بزيارة أمير البحرين آنذاك الشيخ سلمان آل خليفة حيث وصاه الوالد على أبناءه من بعده والسماح للورثة بإدارة شؤونهم بأنفسهم من بعده حرصا على عدم الوصاية عليهم والتي كانت تطبق في تلك الفترة من جهاز متابعة شؤون الورثة بالبحرين والذي كان سيئ السمعة في ذلك الوقت. وبعد وفاة الوالد تولى الأخ الأكبر محمد تدبير أعمال الأسرة ومتابعة أمورها المالية والتجارية ممتدحا عبد الرحمن الزامل تصرف أخيه محمد في إدارة أعمال الأسرة والحفاظ على مصالحها من الخسارة والضياع. بعد ذلك قامت عائلة الزامل بإنشاء مجلس للعائلة يضم جميع الإخوة وقد قررت العائلة اتخاذ قرار ليس بالأمر السهل وهو الدخول في مجال الصناعة حيث قمنا بإنشاء مصنع للمكيفات وهذا تقليدا لمصنع مكيفات موجود في البحرين في تلك الفترة وقد وجدنا تشجيعا طيبا من الدولة ومن شركة ارامكوا بالتحديد حيث بدأ المصنع بإنتاج 40 مكيفا والآن ينتج 450 ألف مكيف وهذا بتوفيق الله ونعمه رغم أننا واجهنا صعوبات كبيرة في بداية عملنا حيث طلبنا من شركات متخصصة في تقنيات المكيفات مساعدتنا في بيع هذه التقنية ولكنهم رفضوا في تلك الفترة والآن وبفضل الله المصنع ينتج ل12 اسما عالميا من الذين رفضوا إعطاءنا التقنية في السابق إثناء مرحلة التأسيس وبداية الإنتاج.حيث أصبحت المجموعة تصدر للخارج بالإضافة إلى الاستثمار خارج المملكة في فيتنام وغيرها من الدول. وتحدث الزامل عن تحويل الشركات العائلية إلى المساهمة مبينا أن هذا ليس بالأمر بالسهل نظرا لأن الشركة المساهمة الإدارة مفصولة عن الملكية والمشاركين في القرار الذي يخص الشركة قد ازداد والمراقبين ازدادوا أيضا سواء من الصحف أو العاملين في الشركة وهذا يعد أمرا صعبا على الشركات العائلية التي تعودت على اتخاذ قرارتها وإدارة سياستها ومعرفة أمورها المالية بكل سرية وترو. ويقول الزامل أن والده غرس في العائلة عددا من الصفات والخصال الجيدة مثل غرس الأخلاقيات الإسلامية في جميع الابناء والحرص على تعليمهم العلم النافع والطيب وكذلك تربية الوالد أبناءه على عدم تدخل أي طرف أجنبي في أي خلافات عائلية حرصا على وحدة العائلة. وبين الزامل أن نجاح عائلة الزامل يرجع إلى عدة أسباب مثل تطبيق مبادئ العائلة مثل الأخ الأكبر يتولى قيادة الأسرة مهما كان مؤهله والصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير وكل فرد يأخذ حقه المالي سواء رجلا أو امرأة.والعمل على رضا الوالدين وحسن النية والثقة المتبادلة بي الإخوة والاعتراف بأهمية واستمرار العائلة وإبعاد العنصر المادي عنها والابتعاد عن الأنانية. ونصح الزامل العاملين في مجال التجارة بالتحلي بعدة أمور مثل الأمانة والصدق ومخافة الله والتركيز على تطوير المستوى العلمي للأبناء لأنهم الجيل القادم لمواصلة المسيرة وكذلك التفاعل الايجابي مع المجتمع مثل إقامة الإعمال الخيرية والتطوعية والبعد عن الرشوة والصبر والكفاح في العمل التجاري.