لو كان بيدي من الأمر شيء لاعتبرت يوم 28 سبتمبر "يوم الانتفاضة"، على غرار "يوم الجهاد"، الذي كانت مصر تحتفل به بحسبانه بداية التحرك الشعبي للمطالبة بالاستقلال، والشرارة الاولى التي اطلقت ثورة 1919. (1) "يوم الجهاد" في التقويم الوطني المصري هو اليوم الثالث عشر من شهر نوفمبر عام 1918، الذي ذهب فيه ثلاثة من ممثلي الشعب على رأسهم سعد زغلول باشا، الى المعمتد البريطاني وقتذاك (السير وينجت) للمطالبة بالاستقلال. ولانها كانت أول مواجهة مباشرة ارتفع فيها صوت الشعب المصري معلناً رفض الاحتلال، فقد اعتبرت أول ارهاصات الانتفاضة الكبرى التي عمت البلاد بعد ذلك بخمسة أشهر، (في مارس 1919). ثمة أكثر من وجه شبه بين ثورة 19 وبين انتفاضة الاقصى التي هبت في 28 سبتمبر عام 2000. فقادة ثورة 19 واجهوا بريطانيا وهي في عز قوتها. وقد خرجت منتصرة من الحرب العالمية الاولى، حيث كان لقاء الزعماء الثلاثة بالمعتمد البريطاني بعد يومين اثنين فقط من انتهاء الحرب وتوقيع الهدنة. ذهبوا اليه وهم عزل، مستمدين قوتهم من تعبيرهم عن ضمير الامة بالدرجة الاولى. وكان التحدي الذي عبروا عنه، الذي بلغ ذروته في ثورة 19، بمثابة كسر لهيبة بريطانيا القوة العظمى في ذلك الزمان. الانتفاضة فعلت نفس الشيء. فقد تصدى الفلسطينيون بصدورهم العارية وإصرارهم الراسخ للجبروت الاسرائيلي، في عز فتوته وشعوره بالانتصار بعد توقيع اتفاقات كامب ديفيد أوسلو، ونجحوا في كسر هيبة "الجيش الذي لا يقهر" - حتى رأينا على شاشات التليفزيون "المغاوير" الاسرائيليين وهم يفرون امام الاطفال الفلسطينيين، ورأينا أحد أولئك الاطفال يتصدى بمقلاعه دون وجل لدبابة اسرائيلية زاحفة نحوه. وكما وحدت ثورة 19 صف الشعب المصري بكل طوائفه في مواجهة الاحتلال، كذلك فعلت الانتفاضة الفلسطينية حين جمعت الفصائل المناضلة تحت رايتها. وكما فعل الانجليز حين عينوا اللورد "اللنبي" في منصب المعتمد البريطاني. لكي يتولى الثورة و و"تأديب" المصريين وهو الذي اشتهر بفظاظته وبطشه اثناء الحرب الاولى، كذلك فعل الاسرائيليون حين اتوا بشارون يجر معه سجله المشهود، لكي يؤدي المهمة ذاتها في قمع الفلسطينيين. وكما أعلن اللنبي فور وصوله الى القاهرة عن اصراره على القضاء على ثورة الشعب المصري، وفشل في ذلك. فان تجربة شارون كانت استنساخاً لذات الموقف، اذ رغم مضي أكثر من ثلاث سنوات على توليه السلطة، فانه لم ينجح في ايقاف الانتفاضة التي وعد بسحقها خلال عام. وكما بقيت ثورة 19 علامة على يقظة الشعب المصري واصراره على الدفاع عن استقلاله وكرامته. فان الانتفاضة الفلسطينية تركت بصمات قوية على مسيرة ونضال الشعب الفلسطيني، كما ان بصماتها الغائرة ظهرت بذات الدرجة من القوة في عمق المجتمع الاسرائيلي. واذا سألتني كيف، فإليك الاجابة: (2) لقد خصصت صحيفة "هاآرتس" ملحقها الاسبوعي، الصادر يوم الجمعة قبل الماضية (17/9) لاصداء الانتفاضة التي تتم عامها الرابع. في الملحق كتب دان سيمون مقالة ذات عنوان دال هو: "سنة لا مكان فيها للتفاؤل"، استهلها بقوله ان الاسرائيليين يعيشون في الظروف الراهنة، وكثيرون منهم لا يعرفون ما اذا كانت السنوات العجاف قد اصبحت خلف ظهورهم، ام ان المستقبل يخبئ لهم ظروفاً أسوأ من تلك التي عاشوها. استشهد الكاتب بنتائج استطلاع اجراه في العام الحالي معهد "ديالوج" (الحوار)، بيَّن "ان السنوات الاخيرة تركت جراحاً غائرة في النفس الاسرائيلية وولدت اخاديد عميقة"... كما بيَّن ان الاسرائيليين فقدوا اي قدر من التفاؤل، حيث سلم معظمهم بحقيقة ان مستقبل كل فرد منهم أقل اشراقاً لانفسهم أو للدولة. كما انهم اصبحوا اقل إيماناً في الدولة وفي مؤسساتها، وأقل ثقة في فرص السلام وفرص البحبوحة والسعادة والأمن الشخصي". عام 2003 بالنسبة للاسرائيليين - في دراسة استطلاع معهد ديالوج - كانت سنة انهاك نال من ثقتهم وعزائمهم. فقد انسحق ايمانهم بالسلام، وتراجعت احلامهم في تحقيق حياة جيدة. واهتزت ثقتهم في قدرة الدولة على البقاء والاستمرار. اضاف دان سيمون قائلاً ان "الانجازات الامنية التي تحققت خلال السنوات الاخيرة تركت انطباعاً لدى معظم الاسرائيليين يعتمدون على قوة الجيش بدرجة اكبر من المؤسسات الاخرى. وخلافاً للسنوات السابقة فان 4 اسرائيليين من اصل عشرة يعتقدون ان أداء الجيش جيد. اما المؤسسات الاخرى، مثل الشرطة واجهزة التعليم ومؤسسات الرفاه الاجتماعي، فانها اصبحت تحظى بتقدير أقل. وكان الجهاز القضائي يحظى في السابق بنفس مكانة الجيش، ولكن مكانته انهارت في نظر الرأي العام. خلص الكاتب من استعراضه الى ان استطلاع 2004 اظهر ان "الاسرائيلي يعيش الآن في حالة معنوية قلقه. فهو يفكر كثيراً بالهجرة، ويخاف السفر وركوب الحافلات، ويتجنب ارتياد الاماكن المزدحمة خشية التعرض للمخاطر المعروفة". ثم انتهى الى القول بأن أربع سنوات من المواجهة مع الفلسطينيين أدت الى الانسحاق في كافة مناحي الحياة، وليس هناك فسحة للامل. غير ان غالبية الاسرائيليين يعتقدون ان اسرائيل سوف تستمر في الوجود في المستقبل البيوم، وذلك احد مصادر العزاء بالنسبة لهم. (3) للباحث الفلسطيني صالح النعامي - المقيم في غزة - دراسة موثقة حول تأثير انتفاضة الاقصى على المسلمات الفكرية والصهيونية، ابرز فيها عدداً من النقاط المهمة في مقدمتها ما يلي: @ ان الانتفاضة اثبتت عجز القوة في مواجهة اصرار الفلسطينيين على التحرر. ذلك ان منطق القوة والحرص على تركيع الفلسطينيين واقناعهم بأن المقاومة لن تحقق لهم اي مكسب سياسي، هذه الافكار كانت تمثل ركائز سياسة اليمين الاسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين. وهو ما تبدى بوضوح طيلة السنوات الاخيرة. لكن تجربة الانتفاضة ادت الى تآكل كل هذا المنطق بشكل متزايد. اذ انها اثبتت عقمه بعد استخدام اقصى طاقة عسكرية. وهي رسالة لها صداها في اوساط الطبقة السياسية الاسرائيلية بل بين جنرالات الجيش انفسهم. وهو ما دفع اكثر من مائة مفكر وجنرال اسرائيلي متقاعد الى التوقيع على وثيقة نصت على ان استخدام القوة المسلحة وحدها في مواجهة مقاومة الشعب الفلسطيني لن يؤدي الا لمزيد من التدهور في مستويات الامن الشخصي بالنسبة لمجمل سكان الدولة العبرية. وشدد هؤلاء المفكرون والجنرالات على ان الاسلوب الامثل للخروج من الضائقة الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تواصل الانتفاضة هو استئناف العملية السياسية والمفاوضات (القناة الاولى في التليفزيون الاسرائيلي، 9/8/2002). هذه القناعات تسربت حتى للعديد من مفكري اليمين الصهيوني في الدولة العبرية، فنجد ان ايال عراد المستشار الاستراتيجي لارئيل شارون يقول "الجميع بات يدرك ان المخرج من الوضع الحالي لا يمكن ان يكون الا بتسوية سياسية وان الانشطة والحملات الامنية التي يقوم بها الجيش لا يمكنها ان تضع حداً للانتفاضة" (اذاعة صوت الجيش الاسرائيلي 25/10/2002). حتى بنيامين بن اليعازر الذي شغل منصب وزير الدفاع في حكومة شارون قال "انني اثق من ان شارون وجميع الوزراء بمن فيهم ممثلي الاحزاب اليمينية والدينية باتوا يدركون ان هناك بوناً شاسعاً بين المسلمات الايدلوجية المستقرة في اذهانهم وبين الواقع على حقيقته، وهم في قرارة انفسهم يدركون انه لا يوجد حل عسكري للانتفاضة، وانه بدون الاستعداد لدفع ثمن سياسي للفلسطينيين فان الانتفاضة لن تعمل فقط على تحطيم ما تبقى من الشعور بالامن الشخصي لسكان الدولة، بل انها ستعمل ايضاً على تآكل الكثير من المنجزات الاستراتيجية التي راكمتها اسرائيل على مدى عشرات السنين" (القناة الثانية في التليفزيون الاسرائيلي 3/10/2002). @ ان مبدأ الردع الاسرائيلي المقترن بالتخويف تآكل واهتز. ذلك ان دوائر صنع القرار في الدولة العبرية عملت على تكريس الانطباع - بعد الهزائم التي لحقت بالجيوش العربية - بأن جيشها لا يقهر، وان الدول العربية تحسن صنعاً في تعاملها مع اسرائيل اذا لجأت الى كل الخيارات، باستثناء الخيار العسكري. وهو ما عبر عنه يوسي بيلين احد قادة اليسار الصهيوني واحد مهندسي اتفاق اوسلو في محاضرة القاها امام طلاب جامعة تل ابيب (15/6/2001)، حيث قال ان اتفاقات السلام التي وقعت مع بعض الدول العربية لم توقع الا بعدما اقتنع العرب بأنهم سيخرجون مهزومين في اي مواجهة عسكرية مع اسرائيل، وانه لا سبيل امامهم الا خيار المفاوضات. هذه الثقة في قوة الردع تضعضعت في انتفاضة الاقصى، وكان هذا التضعضع استمراراً لاهتزاز قوة الردع بعد انسحاب جيش الاحتلال القسري من جنوبلبنان. وهو ما عبر عنه الجنرال داني روتشيلدان الذي كان يشغل منصب مدير قسم الابحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية حين قال ان "قوة الردع الاسرائيلي في الانتفاضة تضررت وتآكلت بشكل كبير". واضاف: "طالما كان هناك فلسطينيون يؤمنون انه بالامكان تحقيق مكاسب عن طريق القوة والعنف. وطالما لم تقنعهم قوتنا انهم يقدمون على انتحار حقيقي عبر تصميمهم على استخدام القوة العسكرية فانه يتوجب الاستنتاج بشكل سريع ان عوامل الردع في مواجهتهم قد فشلت". (مجلة بمنحنيه العسكرية 27/5/2002). وخلص المفكر والاستراتيجي الاسرائيلي موتي ليرنير الى استنتاج مفادة ان اقتناء الدولة العبرية لاهم تقنيات الاسلحة واشد وسائل الدمار الشامل غير التقليدية فتكاً لن تضمن لاسرائيل الامن، وذهب الى حد التأكيد على ان هذه الترسانة العسكرية هي بالضبط التي ادت الى تدهور وضع اسرائيل الامني. ثم قال "ان الجمود الفكري عند صانعي القرار الاسرائيليين جعلهم يعتقدون ان القوة العسكرية كفيلة بحل المشاكل مع الجيران رغم بطلان هذه النظرية عدة مرات في الماضي" (هاآرتس 29/12/2002). @ بسبب الانتفاضة سقط شعار "دعوا الجيش ينتصر". وهو الشعار "الذهبي" الذي تمسك به دعاة الحسم العسكري، من القوى اليمينية خاصة، وقد فقد صدقيته منذ اعلنت قيادة الجيش انها عاجزة عن حسم المعركة. فقد هاجم الجنرال اهارون زئيفي فركش، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (امان) كل الذين يدعون الى الاعتماد على الحسم العسكري في مواجهة الانتفاضة. ووصف في اكثر من مناسبة الانتفاضة بانها تشبه "برميل البارود الذي لا قعر له" في دلالة على اقرار بالعجز من امكانية الحسم العسكري. وحتى رئيس هيئة اركان الجيش موشيه بوعي يعلون اصبح لا يترك مناسبة الا واكد فيها على استحالة الحسم العسكري، وهو ذاته من اعلن في عدة مناسبات عن انتصار اسرائيل على الفلسطينيين في الانتفاضة، حتى اصبح عرضة للسخرية من الكتاب والصحفيين في الدولة العبرية. (4) من المهم في هذا السياق ملاحظة الانقلاب الذي احدثته الانتفاضة في ايديولوجية اليمين الصهيوني. اذ المعروف ان هذه الايديولوجية ترفض تقليدياً الانسحاب من اي شبر من الضفة والقطاع، التي يزعمون انها "أرض الآباء". وظل اليمين خاصة "الليكود" اكبر احزابه، يعتبر مجرد التخلي عن اي من الاراضي المحتلة بمثابة "خيانة" للحركة الصهيونية. وحتى بعد عامين من تفجر الانتفاضة كان رئيس الليكود ورئيس الحكومة الحالية ارئيل شارون يسخر من الذين يدعونه الى تفكيك المستوطنات. واطلق في حينه عبارته المشهورة: "ان مصير نيتساريم (مستوطنة نائية جنوب مدينة غزة) سيكون مثل مصير تل ابيب"، وذلك للتأكيد على استحالة تفكيك اي مستوطنة حتى في قطاع غزة. لكن شارون وبضغط من المقاومة لم يجد مبرراً سوى ان يبتلع كلامه. واصبح يقضي الليل والنهار في التنظير لفكرة "فك الارتباط"، التي تقوم على اخلاء مستوطنات قطاع غزة وجزء من المستوطنات في شمال الضفة الغربية. صحيح ان له اهدافا خبيثة أيضاً من تنفيذ الخطة، لكن وكما يجمع جميع المؤرخين في الدولة العبرية فان مجرد قرار باخلاء للمستوطنات، وهو الذي يوصف بأنه "ابو المشروع الاستيطاني"، يدل على حجم مساهمة الانتفاضة في ثني قادة الحركة الصهيونية عن مواصلة التشبث بمعتقداتهم وافكارهم البالية والعنصرية. وكما يقول ابراهام تيروش، الذي شغل منصب سكرتير عام الحكومة الاسرائيلية في عهد مناحيم بيجين، فانه لولا ضربات المقاومة الفلسطينية لما توصل شارون الى قناعته بأهمية اخلاء مستوطنات قطاع غزة. وقد اعتبر ان ذلك يشكل مبرراً ودعوة للفلسطينيين لمواصلة نضالهم من اجل طرد الاحتلال من كافة اراضيهم. هذا التطور كان له صداه القوي في اوساط الذين يصوتون لليمين، وهو ما انعكس على رأيهم ازاء قضيتين اساسيتين هما: الدولة الفلسطينية، وتفكيك المستوطنات. هذا التغيير عبرت عنه استطلاعات الرأي العام التي اجمعت على ان اكثر من 50% من انصار اليمين الاسرائيلي يؤيدون اقامة دولة فلسطينية وتفكيك معظم المستوطنات اليهودية، مع انه في اجواء تطبيق اتفاق اوسلو كان اقل من 25% من مصوتي اليمين الاسرائيلي يؤيدون اقامة الدولة الفلسطينية واقل من 20% يؤيدون تفكيك المستوطنات اليهودية. والتركيز على مصوتي اليمين هنا له دلالته، لان جمهور اليسار والوسط لا يبدي معارضة تقليدية لهاتين المسألتين. لا تفوتنا أيضاً ملاحظة ان الانتفاضة "فضحت" اسرائيل وكشفت عن وجهها الحقيقي، سواء في اساليبها الهمجية والقمعية، او في ديمقراطيتها الوحشية الخاضعة لهيمنة العسكر، والتي ابدت استعداداً هائلاً للعصف بمختلف المبادئ والقيم لتحقيق اهدافها في تكريس الاحتلال والاستيطان. بل فضحت ايضاً مزاعمها في حرية الصحافة التي استخدمت بوقاً للتدليس وترويج الاكاذيب، وهو ما اكدته حوالي 25 دراسة أكاديمية في الجامعات الاسرائيلية عالجت تغطية الصحافة لاحداث الانتفاضة. وفضحت نزاهة القضاء هناك، بعدما اصبحت محكمة العدل العليا اداة الحكومة لاضفاء الصفة القانونية على مختلف الجرائم التي تمارسها، بما فيها عمليات القتل خارج القانون وتدمير منازل الذين يقومون بالعمليات الاستشهادية. (5) لم يهزم الفلسطينيون كما يدعي البعض او يتمنون، كما ان شارون لم ينتصر كما تصور آخرون. وغاية ما يمكن ان يقال ان الارادة الفلسطينية لم تنكسر برغم الثمن الباهظ والمعاناة الهائلة التي يراد لها ان تحيل حياتهم جحيماً. واتفق تماماً مع ما ذكره الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة من ان المقاومة الفلسطينية وهي تخوض وحدها الصراع التاريخي على مستقبل المنطقة، قد اصبحت هي والمقاومة العراقية خط الدفاع الاول ضد مشروع الهيمنة الامريكية على العالم والهيمنة الاسرائيلية على المنطقة. صحيح اننا لا نتوهم انها يمكن ان تحرز نصراً عسكرياً حاسماً على الامريكيين في العراق أو الاسرائيليين في فلسطين، لكن من الصحيح أيضاً انها قادرة بصمودها على افشال مشروعهما. وهذا هو الدور الذي يسجله التاريخ لتلك المقاومة (الحياة 25/8). اختم بمقولة سمعتها من المفكر الفلسطيني منير شفيق، قال فيها ان المقاومة الفلسطينية قدمت الكثير ودفعت الكثير وانجزت الكثير، لكن الموقف العربي يظل نقطة الضعف الاساسية التي يعاني منها، ولو انه وجد موقفاً عربياً يقدم غطاء من الدعم والتأييد، ولو عند الحد الادنى، لتغير وجه المنطقة تماماً. لكن المعاناة غدت قدر الفلسطينيين الذي لا فكاك منه فيما يبدو. تحية لانتفاضة الاقصى في يومها.