رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون، الذي يصارع من أجل الحياة، كان يريد رسم حدود اسرائيل مما كان يمكن ان يقلب مسار النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين لو نجح في تحقيقه. وأعلن اطباء الخميس ان شارون (85 عاماً) يعاني من فشل في اعضائه الرئيسية، وذلك بعد ثماني سنوات من دخوله في غيبوبة اثر اصابته بجلطة دماغية في الرابع من كانون الثاني (يناير) 2006. وقال زئيف روتشتاين مدير مركز شيبا الطبي، في أول تقرير طبي رسمي عن حالة شارون منذ أن أفادت تقارير الاربعاء بإصابته بفشل كلوي، إن الاطباء يتوقعون تدهور عدد من الاعضاء الحيوية بالجسم. ووصف حالته «بالحرجة. وهناك قطعاً خطر على حياته. ما يشعر به الجميع هو أن هذا التدهور خطير للغاية». ولد شارون في فلسطين العام 1928، اي في عهد الانتداب البريطاني لابوين من اصول بيلاروسية. وقد أصبح أحد القادة السياسيين لليمين القومي قبل ان يدخل ثورة على المشهد السياسي في الدولة العبرية. وحطم شارون الذي صنف دوماً في خانة الصقور، في ختام حياته السياسية اسطورة اسرائيل الكبرى التي تشمل الاراضي الفلسطينية باتخاذه قرار الانسحاب من قطاع غزة. اذ ان احداً قبل شارون لم يتحل بالجرأة الكافية للاقدام على ازالة مستوطنات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة والاصطدام تالياً باليمين الديني المتطرف وباللوبي القوي المؤيد للاستيطان. بيد ان قرار شارون الانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة اضعف المعتدلين الفلسطينيين ورسخ لدى الاسرائيليين القناعة بأن السلام ليس في متناول اليد. وقبل ذلك كان شارون «بطل الاستيطان». لكنه توصل في وقت لاحق الى نتيجة مفادها أن على اسرائيل التخلي عن الاراضي التي احتلتها في حرب حزيران (يونيو) 1967 «اذا ارادت ان تبقى دولة يهودية وديموقراطية». وتعززت هذه القناعة لاحقاً مع الفوز الكبير الذي حققته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات الفلسطينية التي أجريت في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي. وكان شارون يعتبر من كبار دعاة الاستيطان. وأثارت حملات هذا العسكري السابق كره الفلسطينيين له وانتقادات من الاسرة الدولية وانتقادات حادة في اسرائيل نفسها. لكن انسحابه من قطاع غزة لقي اشادات واسعة. ولد شارون لأبوين من أصول بيلاروسية وعاش في قرية صغيرة في ظروف تقشف طغت عليها الخلافات المستمرة مع الجيران الفلسطينيين. تطوع في الجيش الاسرائيلي وهو في السابعة عشرة من العمر وأصيب مرتين طوال سنوات خدمته التي قاد خلالها وحدة قوات خاصة ووحدات مظليين. وقد اظهر ميلاً واضحاً لاستخدام العنف. في خمسينات القرن الماضي، شن حملات ضد الفلسطينيين قتل في اعنفها 53 مدنياً في قرية قبية الفلسطينية. ثم تمكن في 1969 من ضرب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر سلسلة عمليات لمجموعات كوماندوس.