بعد عدة أيام يستقبل عالمنا الاسلامي شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام شهر الخير والمغفرة شهر ميزه الله بإنزال كتابه الكريم فيه كما ميزه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وما فيه أيضا من فتوحات وانتصارات للمسلمين.ان من العادات التي يتبعها وللأسف الشديد الكثيرون من أبناء دول الخليج خاصة الاستعداد لهذا الشهر بشراء أصناف عديدة وبكميات كبيرة من المأكولات والمشروبات فتجد المحلات والمراكز التجارية تزدحم بالعشرات رجالا ونساء كل يسعىلتأمين هذه الأصناف وكأن البيوت خاوية وخالية من كل غذاء وشراب.ان من أكبر النعم التي ننعم بها في دول الخليج عامة ومملكتنا الغالية خاصة توافر كافة المواد الغذائية وعلى مدار العام والساعة وهي في متناول أيدي الجميع دون تحديد كما هو متبع في بعض دول العالم. ان هذا الشهر العظيم والذي ميزه الله بكثير من المميزات والخصائص لابد لنا من الاستعداد له بالطاعة والعبادة وطلب المغفرة والرضوان والصيام والقيام وتفقد أحوال المحتاجين وسد عوزهم وحاجاتهم ومد يد العون لهم لا أن نستقبله بالاسراف والتبذير وملء حاويات القمامة بالبقايا الكثيرة من الأطعمة الفائضة عن حاجاتنا. ان هذه النعم التي ننعم بها لابد أن نقابلها بالشكر والعرفان لأنه بها تدوم. كما أنه من العادات التي تمارس في هذا الشهر الكريم تبنى العديد من الجهات ومحبي عمل الخير المشاريع الخيرية لافطار الصائمين في مختلف المدن والقرى وعلى الطرقات بين المدن ومثل هذه والمشاركة فيها أولى من تكديسها في المنازل أو رميها في الحاويات أو تقديمها للحيوانات لأن مثل هذه الأعمال ثوابها عظيم عند الله. أخيرا أقول: إن جميع الأصناف التي يتسابق عليها الكثيرون لشرائها مخصوصة لشهر رمضان هي موجودة لدى الجميع في البيوت وعلى مدار العام يأكل منها ولكن البعض يتصور أنها من ضروريات القبول لعمله وخاصة في هذا الشهر. هل هذا صحيح؟ الاجابة متروكة لمن يعنيهم الأمر وإلا لا داعي للاسراف والتبذير والديون المتراكمة من وراء ملء البطون بما لا حاجة لنا به ولنحمد الله كثيرا ونتذكر اخوانا لنا ليس لديهم ما يفطرون به أو يصومون عليه. @@ طاهر محمد العيثان