يتواكب شهر رمضان المبارك مع مظاهر وممارسات قد لا تكون حقيقية، أو ذات مرجعية شرعية، فضلا عن كونها مجرد أشياء تعودنا عليها دون تحقق، أو تدبر، وهو ما أشار إليه كثير من العلماء، والمتخصصين، ونوردها هنا لتذكير أنفسنا بها، ومن يهتم من القراء والمتابعين: • الاعتقاد بأن جميع الشياطين تصفد قبل دخول شهر رمضان، لكن الثابت في الصحيحين أن مردة الشياطين فقط هم من يصفدون، وهو ما قد يفسر تنافس صغار شياطين الإنس والجن لإفساد صيامنا وصلاتنا خلال هذا الشهر الكريم! • الاعتقاد بأن صيام المرء عن السيئات والمحرمات خلال رمضان مقتصر على ساعات النهار فقط، أما ساعات الليل فلا حرج فيها! وهذا اعتقاد خاطئ، لأن الصيام شرع طوال ساعات هذا الشهر لتربية المسلم، وتطهيره من المعاصي والذنوب. • الهجوم غير المبرر على الأسواق استعدادا لشهر رمضان، وتكديس الكثير من المأكولات، والمشروبات، والأواني المنزلية غير الضرورية، وكأن المنازل كانت خالية من كل ذلك طوال العام! • ارتباط الشهر بمأكولات ومشروبات معينة قد تزيد على الحاجة، ويكون مصيرها براميل القمامة، في أسوأ مظهر من مظاهر التبذير والإسراف التي نهى الله تعالى عنها في كتابه الكريم، وترسيخ لمبدأ «نحن نعيش لنأكل»، بدلا من مبدأ «نحن نأكل لنعيش»! • الاستعداد للشهر بكم هائل من المسلسلات السطحية الساذجة التي لا تقدم معلومة مفيدة، أو تعالج مشكلات اجتماعية، بل هي مفسدة للأخلاق، ومضيعة للأوقات الغالية التي قد لا تكرر لنا في سنوات قادمة. • متابعة كل ما تعرضه القنوات الفضائية من الغث والسمين، وتكثيف الدعاية والإعلان عنها طوال اليوم والليلة، وحرص بعض الشركات على توفير وسائل يمكن من خلالها التحكم في مشاهدة ما يعرض من مسلسلات وبرامج في أي وقت! وهو ما يتعارض كليا مع كون شهر رمضان فرصة للتزود بالأعمال الصالحة. قال الله تعالى: «وتزودوا فإن خير الزاد التقوى» (البقرة، 197). • كلمة أخيرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (صحيح البخاري). (*) جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] Dralharbi1@twitter