زاوية يكتبها يوميا : د .احمد عبدالقادر المعبي رمضان ..هذا الشهر العظيم الذي اختصه الله سبحانه وتعالى بالصيام، وأكرمنا فيه سبحانه بفضله وكرمه، فجعلنا بين ثلاث مراحل : " الرحمة والمغفرة والعتق من النار " وضاعف لنا فيه الأجر والثواب في كل الأعمال، فحثنا ذلك كله على العبادة والطاعة، فأقبل المسلمون على الطاعات، وامتلأت المساجد بصفوف المصلين، وحفلت المساجد بقارئي القرآن، وأصبح البذل والجود والتواصل والتراحم سمة ظاهرة في المجتمع، وغدا رمضان وسيلة لتهذيب النفس وتربيتها على الجوع والعطش في سبيل الله، وعلى اتخاذ الزهد منهج حياة، وحتى على مستوى وسائل الإعلام اخذت مساحة الأعمال الدينية تزداد في هذا الشهر عن غيره من الشهور .وفيظل هذه المظاهر الايجابية، غزت المسلمين مظاهر سلبية اختصت برمضان ايضاً، ولا تسل عن هذا التناقض وكيف حدث، فإن الواقع يشهد به ويؤكده وكم في حال المسلمين اليوم من تناقض !!فإلى جانب امتلاء المساجد بالعُمار جلس كثير من الشباب في المقاهي وجابوا الشوارع، واصبح الكورنيش هو مكان تواجدهم الدائم ومأواهم الوحيد كل ليلة، وكما كان رمضان وسيلة للزهد والتقشف، صار علامة للتبذير والاسراف، واخذت الموائد تزدان بمأكولات خاصة برمضان، وكأنه اصبح احتفالية " طعامية " مادية لا احتفالية روحية . وبمحاذاة المساحة الزائدة للبرامج الدينية في الفضائيات، غدت كثير من هذه القنوات تشكل لهوا عن العبادة سواء بزيادة عدد ساعات الارسال حتى طلوع الفجر، او بنوعية البرامج المقدمة، وحتى المسلسلات الدينية - او التي يفترض ان تكون دينية - غدا مدار الحديث فيها عن الحب والعشق، واما العادات الطيبة التي ارساها لنا رمضان من صلة الرحم والتعاون وحب الخير، قلبناها الى مجال للحديث فيما هو غير نافع، او ضار كالغيبة والنميمة، وتفشّت بين المسلمين ظاهرة في غاية السوء وهي الكسل وكثرة النوم وقلة العمل، وكأنه شهر الكسالى والخاملين لا شهر الجدّ والنشاط فهل من حل لهذه السلبيات؟ وبالله التوفيق .