اشتد عليه الحر بعد أن أغلق عليه صاحب الشقة كل الأبواب وتركه حائراً لا يستطيع فعل شيء سويء الاستسلام للواقع حيث إنه أب يعول 3 أبناء بما فيهم زوجته . نعم إنه أب نشأ تحت وطأة الإعاقة منذ صغره فهو يعاني شللا دماغيا لم يوفق في الدراسة واكتفى بالمعهد المهني . استطاع (حمد) رغم إعاقته أن يحصل على وظيفة ذات مردود مادي ضئيل يصل إلى 1700 ريال واستطاع أن يتزوج وينجب طفلتين , كان راتبه يكفيه هو وأفراد أسرته بحيث يدفع 800 ريال ايجار البيت و900 ريال ينفق بها على أسرته وأستمر على هذا الحال 4 سنوات هانئ البال حامدا ربه على عطاياه.. إلا أن الرياح لا تأتي بما تشتهيه السفن فبعد 4 سنوات قام صاحب الشقة برفع الايجار إلى 1000 ريال شهرياً , ربما يكون هذا المبلغ بسيطا في نظر البعض ولكنه بالنظر إلى راتب حمد كبير وفوق طاقته. بدأت كرة الثلج تتدحرج و الأمور تتعقد وحاول حمد التفاهم مع صاحب الشقة بترك الإيجار على ما هو عليه فرفض وهدده بطرده من الشقة وبعد مرور 4 أشهر وتراكم الإيجار قام صاحب الشقة بفصل التيار الكهربائي عني ليضغط عليه لكي يدفع الايجار المتخلف "4 آلاف ريال" حيث لا يستطيع دفعها. وبعد فترة وضع صاحب الشقة قفلا على عداد الكهرباء قاطعاً الأمل لأي محاولة من حمد لإعادته. (اليوم).. التقت حمد هو وعائلته وهو يقضي جل وقته على شاطئ البحر يستظل بنخيل الشاطئ باحثا عن نسمات البحر مطمئنا أن لا أحد يستطيع حبسها عنه وأسرته الصغيرة إلا الله لعلها تخفف عنه وأسرته أشعة الشمس المحرقة وسخونة الهواء بعد ما هجر شقته التي أصبح لهيبها يزداد يوما بعد يوم إلا إنه كان محبطا بسبب تردي الأوضاع والجشع الذي يملأ العقول والقلوب خاصة وهو يشاهد بنتيه تتصببان عرقا. تحدث عن نظرة الناس له وتعاملهم معه ومعاملته على أنه رجل غير فعال في المجتمع ولكن كان يقابل هذه النظرات بالتجاهل والسكوت, والآن فقد أنسدت في وجهه جميع الأبواب وأصبح عاجزاً عن فعل أي شيء إلا الدعاء لمن يساهم في حل مشكلته. نداء توجهه صرخات بنتيه وقطرات العرق وويلات الإعاقة لأصحاب القلوب الرحيمة وفاعلي الخير بمد يد العون ورفع كرب الدنيا ابتغاء انجلاء كربات الآخرة.. هل نزيد؟ الطعام تعفن بالثلاجة حمد مع ابنتيه