(1) احتار أحدهم في وصف دقائق النّفوس فاستنجد بملامح الوجوه، ثم قال: «بمجرد النّظر في سحنة هذا الرّجل للوهلة الأولى ستحتار عن سبب وجود هذا الخطّ الأسود الصّغير الملتف على ذقنه فلا تستطيع أنْ تقول: (إنَّ الرّجل حالق لذقنه!)، ولا تستطيع أن تقول: (إنّ الرّجل صاحب لحية!!) ثمَّ تخنقني بالسّؤال: كيف تصنفه، ومِنْ أيّ تيار ينتمي؟!! (2) لا يعرف للحوار بابًا إلاّ ساعة الضّعف وانهيار القوى.. ونسي أنَّه أغلق كلَّ المنافذ في وجه هذا الحوار، وفي وجه صاحبه..!!، ثمَّ يقول لي: هل لنا أنْ نجلسَ على طاولة الحوار؟! (3) إنَّني أقرأُ كلَّ سطرِ ظاهر أو مستتر من خلال صوره المنشورة في كلِّ الصُّحف، ويأتيني صاحبي المسكين ليقول لي: هل قرأتَ تصريح ذلك المسؤول هذا اليوم؟! (4) أعرف أنَّه فَعَلَ المنكرات والسَّوءات، وتجاوز المعصية الصغيرة إلى ما قد يستوجب الحكم الشرعي، لكن لم يشعر به سوى خَدمه وحاشيته.. ويسألني ذلك المسجون: هل قرأْتَ صكّ حكمي..؟! (5) صورةٌ جويّةُ لمدينة جدة وحدها من الفضاء تطلعنا على تلك المساحات البيضاء الهائلة، وتلك الأسوار المغلقة.. ويقولون لماذا لم يُقرّ بعدُ دفع غرمات على كلِّ شبرٍ فارغ؟! (6) قال له صاحبه وهو يحاوره.. ما حكاية رفع إيجارات الشُّقق.. فردَّ صاحبه: إنَّي (أبي) رفع الإيجار علي..!! (6) نسيتُ أنْ أقول له: إنَّه من أصحاب النّفوذ والسّلطة والقرار.. وصاحبي يستشيرني ويتصبّب عرقًا، وهو يقول: هل أقول له نعم (أبشر). أم أقول له لا (آسف). هكذا بدا صاحبي وهو يحتال على أحد المسؤولين كي لا يمرّر معاملة ناقصة..!! (7) العدل مطلب ربانيّ، يعزّزه (اعدلوا هو قرب للتّقوى)، ويضادّه (إنَّي حرَّمت الظُّلم علي نفسي)، كلّ ذلك نقرأه في كُتبنا ومقرراتنا ويتصدّر أحاديثنا، ولكنَّ البعض صنع من العدل حقًا له، ونسي ما عليه.. فكيف يستقيم هذا الازدواج؟!!