مازالت جراح عدد من الأسر المنكوبة في كارثة العام قبل الماضي تنزف، وما زالت مصائبهم تترى، فمن كارثة السيول التي أودت بمنازلهم، إلى كارثة الديون التي قصمت ظهورهم، بعد أن التهمت الشقق المفروشة التي أسكنهم بها الدفاع المدني تعويضات ال20 ألفا التي استلموها باليمين وأنفقوها بالشمال لدفع إيجار إيوائهم من الرصيف الذي لم يعد بعيدا عنهم، في ظل تكاليف الإقامة بشقق تعاملهم معاملة السياح بألفي ريال بالشهر تتصاعد بحسب الموسم السياحي. وكشفت "الوطن" خلال جولة ميدانية على شقق مفروشة بحي الصفا، التي نقلت إليها أغلب أسر الأحياء المنكوبة من سيول الأربعاء الماضي من حي السامر والنخيل وأم الخير والتوفيق وبني مالك عن تواجد أسر متضررة منذ العام الماضي ما زالت تعاني من عدم وجود مأوى لها وتتخذ من الشقق المفروشة مقرا لإقامتها. وأوضح المواطن أحمد مقبل العنزي من سكان بحرة، أحد ضحايا كارثة العام قبل الماضي، أنه احتجز يومين كاملين مع أسرته بسبب سيول العام قبل الماضي فوق ركام من الطوب نقلوا على إثره عن طريق الدفاع المدني لشقق الريان المفروشة بحي الصفا، في الوقت الذي خسر جميع ممتلكاته وسيارته وبقي بلا مأوى وبلا وسيلة للتنقل. وقال: إنه حصل على مبلغ 20 ألف ريال فقط كتعويض، سرعان ما التهمتها الديون التي أثقلت كاهله، فيما لا يزال يقيم في شقة مفروشة متحملا إيجارها من راتبه التقاعدي الذي لا يكفي للإيجار أو مصاريف أبنائه ال4. وأضاف العنزي بملامح مترعة بالألم "أدفع ألفي ريال إيجارا للشقة في الشهر، ويزيد في موسم الصيف، ولم أعد أستبعد أن يكون الرصيف مأواي وعائلتي يوما ما نظرا لتأخري عن دفع الإيجار الذي فاق ال11 ألف ريال". أما المواطن علي الغامدي من سكان بحرة، والذي يقيم بالشقق المفروشة مع أسرته منذ كارثة العام قبل الماضي، فتساءل عن موعد تعويض الأسر المنكوبة منذ العام الماضي بمساكن أخرى بعد أن خسرت منازلها. موضحا أنه تلقى 20 ألف ريال فقط كتعويض لم تكف حتى لتوفير مسكن لأسرته التي أصبحت تأويها الشقق المفروشة. وفي حين يتجرع هؤلاء مرارة الديون وضيق الحال، كانوا على موعد جديد مع ذكرى المأساة وهم يستقبلون متضرري حادثة الأربعاء الماضي، الذي تم إسكان بعضهم في شقق مفروشة مجاورة، ليتبادلوا معا قصص المأساة ويستعيدوا صور الكارثة بملامح لا تغيب عنها الدموع.