*(الباحثة المتخصصة في شئون الشرق) نحذر من عدم الوفاء بإجراء الانتخابات المزمعة في العراق في الموعد المقرر لها في ال31 من يناير المقبل والسبب أن عدم الالتزام التام بهذا الموعد يمكن أن يفقد العراقيين الثقة في الحكومة الأمريكية ويحول الكثيرين منهم- كعلي السيستاني إلى جبهة المعارضين للوجود الأمريكي هناك.كما ان التصرفات العدوانية لبعض قادة قوات التحالف في العراق تزيد من اشتعال فتيل الأزمة هناك وتعرقل من تنفيذ الخطط وبذل الجهود سعيا للوفاء بالالتزام بهذا الموعد. ننتقد إصرار قادة قوات التحالف على الاستخدام غير الضروري والمفرط للقوة في معالجة المشكلات الأمنية في العراق دون مراعاة ضرورة تهدئة الأوضاع تمهيدا لإجراء هذه الانتخابات. كما نحذر مما يوصف بلبننة العراق وتحولها إلى مرتع للفوضى والإرهاب، يزيد من معاناة كافة الأطراف المعنية- وعلى الأخص القوات الأمريكية التي وصل عدد قتلاها إلى الألف، ويوسع من دائرة الانتقام، مع ضرورة ان يكرس قادة قوات التحالف هناك كافة جهودهم من اجل دعم اجراء الانتخابات في موعدها المقرر. و شن قادة التحالف هجومين غير ضروريين على مدينتي الفلوجة والنجف في اغسطس وأبريل الماضيين في الوقت الذي كان يجري فيه التحضير والاستعداد لإجراء تلك الانتخابات وهما الهجومان اللذان لم يحققا أي نجاحات بل على العكس أديا إلى نكسة على المسار السياسي، هذا فضلا عن اعتزامهم شن هجوم آخر على المدينتين نفسيهما قبيل الانتخابات القادمة. ونستنكر تبرير قادة التحالف لجدوى شن هذا الهجوم الجديد في ضرورة تمكين قوات التحالف من إخضاع مناطق عراقية تحت سيطرة القوات الأمريكية مشيرة إلى أن ما يلزم هو تأمين تلك المناطق لتسهيل الوصول لاماكن صناديق الانتخابات وحسب. ان استعداد قادة التحالف للجوء الفوري للقوة والعنف لحل أي أزمة يبعث برسالة واضحة للعراقيين في أنه لا ضير في استخدام القوة لحل أي مشكلة تواجههم وهو ما يناقض أي درس في الديموقراطية تزعم الولاياتالمتحدة إعطاءه للعراقيين. كما يجب أن تتحلى قوات التحالف بالصبر والهدوء وأن توجه قوتها لتأمين العملية الانتخابية لا لسحق المتمردين، مؤكدة ضرورة أن يفسح المجال أمام الأممالمتحدة للقيام بدورها في تنظيم الانتخابات وضمان حرية وعدالة التصويت لجميع الأطراف. و على الرغم من أن قوات التحالف في العراق ليست القوة الوحيدة التي تذكى نار العنف هناك ألا إنها ساهمت بشكل كبير في ازدياد وتيرته فضلا عن انها لا تزال تتمسك بفعل الشيء نفسه في المستقبل. نناشد قادة قوات التحالف في العراق، باسم الذين فقدوا أرواحهم في العراق، بان يقلعوا عن هذا السلوك وأن يعطوا الديموقراطية فرصة لتحيا في العراق.