رجحت مصادر عراقية مقربة من الدوائر السياسية ومجلس الحكم الانتقالي في العراق ان تستغرق مهمة بعثة الاممالمتحدة التي بدأت مهمتها أمس في بغداد بالاجتماع الى اعضاء مجلس الحكم الانتقالي واستمعت الى وجهة نظر الاعضاء بشأن امكانية إجراء الانتخابات تمهيدا لتسليم السلطة والسيادة إلى العراقيين في الصيف المقبل عدة اسابيع وربما لاشهر قبل تقديم التقرير النهائي للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان .وأشارت المصادر المقربة ل (اليوم ) الى ان البعثة الدولية ستقوم بمهمة مزدوجة وثنائية في الوقت نفسه، إذ ستقوم في المرحلة الأولى بتقصي ما إذا كانت الانتخابات ستؤدي إلى إحلال نظام ثابت في العراق يساعد على وضع حد للفوضى السياسية الراهنة في العراق وما اذا كانت الانتخابات ستؤدي بالنتيجة الى ضمان الاستقرار في العراق بعد اجرائها ، اضافة الى اجراء استطلاعات وبحوث ميدانية للأوضاع المحلية في العراق من حيث عدد القوى السياسية المؤثرة وطبيعتها واتجاهاتها وقاعدتها الشعبية وحجم وطبيعة العمليات الهجومية التي تجرى في المدن العراقية واثرها في الوضع الامني الذي ستجرى فيه الانتخابات وضمان نزاهتها وسلامتها . وفي ذات السياق رشح عن المصادر المقربة من مجلس الحكم الانتقالي توقعاتهم بأن لا يكون تقرير مبعوثي الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الى بغداد حاسما ولا واضحا وربما لن يكون في القريب العاجل بعد الزيارة مباشرة وقد يحتاج ذلك الى كثير من الوقت قد يتجاوز عدة اسابيع وهو ما يرشح الوضع العراقي المتأزم اصلا الى مزيد من التعقيد . امريكا وحلفاؤها يجهلون طبيعة القوى السياسية المحركة من جهة اخرى اكد خبراء ومحللون عراقيون ل( اليوم ) ان الولاياتالمتحدة وشركاءها لا يمتلكون فهما كافيا لطبيعة القوى السياسية المحركة في العراق فضلا عن ان ادارة الرئيس بوش ربما تكون قد اساءت التقدير حين حددت نهاية يونيو المقبل موعدا نهائيا لتسليم السلطة الى العراقيين حيث سيصاحب ذلك انسحاب للقوات الامريكية من المدن العراقية وهو ما يجعل تلك المدن ساحة صراع بين بعض القوى السياسية أو بينها وبين عناصر المقاومة العراقية . ورجحت مصادر سياسية من قادة احزاب ومحللين ومقربين من مجلس الحكم الانتقالي ان يأتي تقرير البعثة الدولية متأثرا الى حد كبير بالضغوط التي ستمارس عليها سواء من سلطات الاحتلال الامريكي في العراق على نحو مباشر أو من خلال ضغوط الاممالمتحدة نفسها بما يضعف درجة مصداقيتها ويبعدها عن الأهداف المهنية التي تتوخاها في مهمتها الصعبة والمعقدة ويأتي بالتقييم غير منسجم لرغبات العراقيين التي تفضل الانتخابات التي ربما سيتم المناورة عليها من خلال آليتها او نتائجها اذا ما حدثت فعلا . حيث ترى الاممالمتحدة قبل كل شيء ان هذه المسألة هي أهم مفصل يجب الوقوف عنده قبل اعلان امكانية اجراء الانتخابات التي دعا اليها السيد علي السيستاني المرجع الشيعي الكبير في العراق الذي تعرض لمحاولة اغتيال يوم الخميس الماضي في مدينة النجف رد بعض المراقبين اسبابها الى اصراره على المطالبة بالانتخابات ، حيث يطالب السيستاني باجراء انتخابات عامة لاختيار اعضاء مجلس وطني عراقي تنقل اليه السلطة من الامريكان في نهاية يونيو المقبل ، فيما اتبع مطلبه بتصريح قبل يومين قال فيه انه يرحب باي عراقي يتولى رئاسة العراق عن طريق الانتخابات . تقرير الاممالمتحدة غير ملزم تقرير الاممالمتحدة الذي ينتظره الكثيرون لن يكون حلا سحريا للوضع في العراق خاصة وانه لن يكون ملزما في اجراء الانتخابات كما اشار الى ذلك عضو مجلس الحكم الانتقالي عدنان الباجة جي قبل يومين ، في وقت ينظر فيه العراقيون الى الانتخابات كأحد اهم استحقاقات التغيير في العراق الديمقراطي الذي بشرت فيه امريكا بعد غزوها للعراق ، وان التراجع عنها سيسقط دعاوى امريكا في تبرير احتلالها للعراق بعد ان سقطت دعوى اسلحة التدمير الشامل والتي اصبحت تحرج الادارة الامريكية التي لا تريد ان تقع في مأزق رفض الانتخابات ، وهو ما يفسر التكهنات باحتمال ان تخضع تلك البعثة للضغوط لوضع تقرير لا يرى ضرورة اجراء الانتخابات مما يزيد الازمة في العراق ويدفعها الى نتائج غير محسوبة حيث من المحتمل ان ينضم الشيعة الى صفوف المقاومة في حال عدم تلبية رغبتهم باجراء الانتخابات.