لا يوجد اتفاق حقيقي بين الباحثين والمتخصصين لمفهوم الموهبة والموهوبين لكن هناك عدة تعريفات نمت وتطورت عبر الزمن بعضها يقصر التعريف على الذكاء أو التفكير الابتكاري. والبعض الآخر يعدد الأبعاد في التعريف ليشمل خصائص ذهنية ومهارات أكاديمية وخصائص شخصية كالمثابرة. والبعض الآخر يرى أنها طريقة للتنفيس عن الذات ولذا يبدع صاحبها لذلك فإن اكتشاف فرد موهوب وتنمية ما لديه من موهبة والوصول بها إلى أقصى حدودها لا يقل أهمية عن اكتشاف بئر للبترول أو منجم للذهب. وتذكر مشرفة النشاط هدى الغامدي ان الموهبة بذرة بريئة تولد مع الطفل ولكنها قد تموت قبل أن تتنفس شهيق الحياة. والمعلم الخبير القدير هو من يستطيع أن يقتنصها بفراسته ويتعهدها بتدبيره حتى ترى النور فتصبح مطواعة بين يديه يسقيها من تجاربه وعلمه وهي تسقي الأمة بالإبداعات والعطاءات المتميزة. فالموهبة هبة فطرية عظيمة لا يستغلها إلا من أراد أن يكون نافعا في مجتمعه، ويحقق لحياته قيمة حقيقية. والموهبة بطبيعة الحال لا يمكن استغلالها إلا في وقت الفراغ الذي يفرغ فيه الإنسان من مسئولياته ليمارس الموهبة سواء كانت أدبية او علمية او ثقافية او فنية او حرفية وغيرها الكثير التي يكتشفها الشخص في نفسه ليبدأ بصقلها وتنميتها وتطويرها من خلال ممارسها. ونتوقف هنا لنتساءل هل يفترض أن رعاية الموهبة تبتدئ منذ مرحلة عمرية محددة كسن الدخول إلى المدرسة أم أنه من الأفضل الالتفات لها مبكراً؟ تقول مشرفة النشاط سارة فراج: الأسرة هي الحضن الأول للطفل وحيث يشكل اللبنات الأولى للخصوصية وإبراز موهبته في المراحل العمرية المبكرة مع توفير المناخ التعليمي والتربوي والوسائل التقنية الضرورية. فإذا قال لك طفلك في يوم ما أنا موهوب لا تضحك فإذا زاد على ذلك فقال انني مخترع فأمسك نفسك ولا تهزأ به بل احترم ما يقول فقد يأتي اليوم الذي يصبح فيه طفلك عالم ذرة أو مخترعا لآلة. فمن المهم أن يحترم الوالدان أسئلة الموهوب فلا يسخران منها مع معاملته باتزان دون مبالغة في الإطراء أو تقليل من الأهمية حتى لا تتعثر أو تحبط الموهبة قبل أن تصل إلى سور المدرسة. فالموهبة دون اهتمام من أهلها تكون كالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا فلا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً وتورق أغصانه ظلا يستظل به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن ..