أولت القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - اهتماماً كبيراً برعاية الموهوبين والمبتكرين والمخترعين، وذلك من أجل مواكبة مستجدات العصر ومنافسة الدول المتقدمة في مجال الإبداع والاختراع. وقد اهتم خادم الحرمين الشريفين بالموهوبين والمخترعين من خلال إنشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع والتي يرأس مجلس إدارتها وهو صاحب المقولة الحكيمة: "إن الموهبة دون اهتمام أشبه بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا، ليشتد عوده وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن". وقد اهتم - حفظه الله - بالمخترعين اهتماماً كبيراً من ذلك رعايته لهم واعتماد مبلغ 30مليون ريال سعودي لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم تسجيل براءات اختراع المخترعين السعوديين في الداخل وفي مكاتب تسجيل براءات الاختراع على مستوى العالم. وسوف يشكل هذا الدعم مرحلة انطلاق جديدة للمخترعين السعوديين ليزداد عددهم بعد أن كانت المادة عائقاً أمام مخترعاتهم، حيث كانت تتراوح تكاليفها داخلياً بين 15ألف ريال إلى 18ألف ريال، فيما يكلف تسجيل البراءة في الولاياتالمتحدة ما بين 50ألف ريال إلى 80ألف ريال. وينبغي أن نذكر هنا أن حوالي 99% من براءات الاختراع التي تم تسجيلها في المملكة العربية السعودية هي براءات اختراع خارجية تسجل في المملكة لحماية منتجاتها، ويبلغ عدد براءات الاختراع السعودية المسجلة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حوالي 60اختراعاً من أصل قرابة 14ألف اختراع تم تقديمه، وتنحصر حماية الاختراع في حدود الدولة - وأحياناً الإقليم - مثل دول مجلس التعاون. ولهذا فإن على المخترع أن يقوم بتسجيل اختراعه في الدولة التي يعتقد أنها قد تستفيد من اختراعه أو أن لها مصلحة معينة في الحصول على هذا الاختراع. ولا زال الطريق طويلاً أمام المملكة في مجال الاختراع حيث إن عدد براءات الاختراع فيها لا يزال قليلاً ومحدوداً، ويعرض التقرير ربع السنوي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) (مارس - يونيو 2008) أن عدد الطلبات التي تم التقدم بها للمنظمة في الثلث الأول من هذا العام 2008بلغت (41.031) حيث حافظت الولاياتالمتحدة على المركز الأول واليابان على المركز الثاني. ويعرض التقرير أداء بعض الدول العربية ومنها مصر التي قدمت ( 40تطبيقاً) والمملكة التي قدمت ( 35تطبيقاً) وهما أكثر الدول العربية نشاطاً في مجال الاختراع. إن الأمل كبير جداً في انطلاقة جديدة للمملكة في مجال الإبداع والاختراع وذلك من خلال الدعم الكبير الذي تقدمه لجميع المخترعين والمبدعين. والله ولي التوفيق