مباشرة أجد أنني لست الحزين لوحدي بل كل من حولي وكلما رأت عيني من قنوات.. إذاً فالعالم الإسلامي والعربي بل والدولي شاركنا نحن السعوديين هذا الحزن، في فقد رجل عظيم، هكذا هم العظماء الذين يرحلون ويخلفون مآثرهم ومنجزاتهم تحكي عنهم بل ويوصمون قلوب العالم بالحزن، إنهم لعمري الأفذاذ، فرحمك الله أيها الفهد، استقام في عهدك المائل وآمن السابل وارتدع الجاهل وزال الروع وعم النفع وانتظم الشمل وانجبر الوهن واستفاض الأمن وانكشف البلاء وانخرس المرجفون إنهم لعمري يتابعون القنوات الفضائية فيتحسرون على كل كلمة قالوها يريدون زعزعة هذه البلاد، هيهات لو يتراجعون عنها ولكن هي كلمة قالت لصاحبها دعني، فتعازينا لأنفسنا ولاخوته أصحاب السمو الأمراء والأميرات ولأبنائه وزوجته، اما خير خلف لخير سلف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله أشبه الفهد وضاهاه وشاكله فهو صديقه ووديده فسلك طريقه ونهج نهجه فهو الفارس الملجج والباسل البطل في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية والتربوية وبصفتي متخصصاً في رعاية الموهوبين فإن الملك عبدالله تصدى لأمرهم واستشرف وتشوف وتطلع إليهم واشتد حرصه فلم يأل نصحاً لهم ولم يدخر عنهم ولم يؤخر لهم أمراً ومع الموهوبين غيرهم من الفقراء والمسنين وغيرهم فذلك والله من استشراف المستقبل حيث أن الدول تحتاج إلى انجازات الموهوبين من ابنائها وابتكاراتهم لمسايرة التقدم العلمي في جميع الميادين فأصبح أمر الكشف عن تفوقهم ومواهبهم أمراً في غاية الأهمية لما تحتاجه الأمم لتقدمها ومسايرتها الدول المتقدمة في الاختراعات والابتكارات التي ترتقي بها، ولأن عدم الاهتمام بهم ينعكس عليهم بالسلب، فلعل من المناسب ذكر الانجازات الرائدة في المملكة ألا وهي رعاية الملك عبدالله حفظه الله للموهوبين «ليتحمل كل منا دوره والمسؤولية تجاه هذا الحدث الذي تعيشه هذه المؤسسة التي ليست حكراً على أحد بل هذه شراكة بيننا جميعاً نحن المواطنين دون استثناء». بهذه الكلمات عبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن طبيعة عمل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وأهدافها الرامية إلى اكتشاف ورعاية وتشجيع الموهوبين وتنمية مواهبهم، وقال كلمته المشهورة حفظه الله «إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلباً وتورق أغصانه ظلاً يستظل به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن» ومعلوم أن المؤسسة تهدف إلى الكشف عن الموهوبين ورعايتهم ووضع برامج خاصة لهم ليساهموا في تطوير مجتمعهم ونموه وتقدمه الحضاري وتتمثل مهمات المؤسسة في توفير الدعم المالي والمعنوي لبرامج الكشف عن الموهوبين ومراكزه وتقدم منحاً للموهوبين وإنشاء جوائز لهم في مجالات الموهبة المختلفة وتوفير الدعم والرعاية للموهوبين وأسرهم لمساعدتهم على تذليل الصعوبات التي تحد من نمو قدراتهم، كما تهدف المؤسسة إلى إعداد برامج وبحوث ودراسات علمية متخصصة ونشر الثقافة للموهوبين، فيا خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الفارس العربي الشجاع صاحب المبادرات الدولية الهادفة إلى الاصلاح وحماية الإسلام والمسلمين وصاحب المسؤوليات الثقال، لقد ساءتني مصيبتنا ومصيبتك أعظم الله مثوبتك أطال الله بعدها عمرك ولا امتحنك بمثلها في واحد من أعزتك وأحبتك أجزل الله عليك الثواب ولا أراك بعدها سوءاً وصان نعمك عما يكدرها وحياتك عما ينغصها وربط على قلبك بالصبر ونحن معك والأمة الإسلامية والعربية بل والدولية.