تواجه مجموعة نيو مونت الاميركية، وهي اكبر منتج للذهب في العالم، غضب سكان البيرو من مجموعات الكيشواس المتحدرة من شعوب الانكا، اذ انهم يعارضون استخراج الذهب من جبل يعتبرونه محبوبا. فقد حصلت شركة ياناكوشا، وهي فرع نيومونت في البيرو، على تصريح بالتنقيب عن الذهب في جبل كيليش الواقع بالقرب من مدينة كاجاماركا في جبال الانديز (شمال شرق البيرو)، وهي مدينة اشتهرت بكونها المكان الذي هزمت فيه امبراطورية الانكا امام الغزاة الاسبان في القرن السادس عشر. واضطرت ياناكوشا التي تستغل اكبر منجم للذهب في اميركا اللاتينية في المنطقة نفسها، الى تعليق اعمال التنقيب الاثنين الماضي، بسبب موجة من التظاهرات التي تخللتها مواجهات مع الشرطة، كما قام المحتجون، تدعمهم هيئات طلابية ومنظمات مدافعة عن البيئة، بالانتشار في مكان التنقيب. وقام حوالى ثلاثة الاف قروي ما زالوا يتكلمون الكويشا، وهي لغة الانكا، بقطع الطرقات لمنع موظفي الشركة من المرور، مستنكرين ما اعتبروه اعتداء على البيئة، وعلى معتقداتهم ايضا. ويعتبر هؤلاء القرويون ان مشاريع ياناكوشا تعرض للخطر موارد المنطقة المائية التي تتيح لهم ري مزروعاتهم وتوفير المياه ل120 الف مواطن في مدينة كاجاماركا، لكنها قبل كل شيء تدنس مكانا محبوبا لهم. واكد لويس ميلونيس الخبير في علم الانسان لوكالة فرانس برس ان الهنود في جبال الانديز يختارون جبلا ليكون حامي القرية. واضاف ان اختيار الجبل ليس نهائيا، وهو يتغير بحسب تفسيرات اعتباطية، مما يفسر ان القرى تغير جبلها. واشار الى انه طالما تستمر هذه العلاقة مع الجبل سوف يستمر القرويون في الاعتقاد بان هذا الجبل هو المسؤول عن رعاية شؤون وحياة جماعتهم. اما فيما يخص جبل كيليش، فتتعارض هذه المعتقدات مع مشاريع الرئيس اليخاندرو توليدو الاقتصادية الراغب في استقطاب المستثمرين الاجانب. ويطالب القرويون بكل بساطة بسحب الاذن الذي حصلت عليه ياناكوشا للتنقيب في هذا الجبل، وقد اوقفت هذه الشركة التابعة لنيومونت الاميركية اعمالها في الجبل لمدة سنة، وهو الوقت اللازم لاجراء الدراسات لتحديد ما اذا كانت عمليات استخراج الذهب من هذا الموقع سوف تؤثر على مصادر المياه. واكد الرئيس توليدو، وهو نفسه متحدر من مجموعات الكويشا، احترامه للبيئة والتقاليد الثقافية لسكان البلاد، لكنه اعلن انه يشجع الاستثمار في هذا المجال، وذلك في لقاء الاربعاء مع ممثلين عن القرويين. وترفض الحكومة الغاء الاذن الذي اعطته لياناكوشا، اذ ان ذلك يمس بالضمانات القانونية المهمة جدا بالنسبة للمستثمرين. واعلنت منظمة اوكسفام اميركا الانسانية دعمها للمجموعات المحلية منددة بمشروع استخراج الذهب هذا، مشيرة في نفس الوقت الى انها لا تعارض استغلال الناجم لا في البيرو ولا في اي بلد آخر. وجاء في بيان المنظمة نحن ندعم اصلاحا شاملا للصناعات المنجمية لكي تحترم اكثر حقوق المجموعات التي تؤثر عليهم النشاطات المنجمية. كما دعت المنظمة الفرقاء الى اقامة حوار للتوصل الى حل سلمي. والبيرو هي ثامن منتج للذهب في العالم.