الناس تتباين في أفكارها، وتختلف في نمط حياتها.. وكلما كان الانسان اكثر هدوءا، وأكثر استقرارا كان أقدر على العطاء وأقوى في التفكير. واذا كان هناك اختلاف بين البشر فإن الاختلاف يكون خيرا وبركة شريطة أن يكون خاضعا لضوابط وروابط يرجع إليها الناس حين تتقارب المصالح أو تختلف الآراء. فاقرأ قوله تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب). ومن الحماقة بمكان أن يتعصب الانسان لرأيه فيكابر ويعاند ويدلي بالحجج الواهية والأسانيد الباطلة ظنا منه انها عين الصواب وعقله وما علم انه وقع في شرك الهوى والغي ولا دواء له الا قول الله تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) ولكن حين يصر على رأيه حبا للظهور ومحاولة للتغلب.. فإن الاختلاف هنا يتولد عنه النزاع.. والنزاع قد يتطور وإن احتضنته بيئة شيطانية استعرت فيه نار العداوة، وتأججت فيه الخصومة فالويل للبشرية منه. والحقيقة ان الاختلاف أمر ضروري تحتمه طبيعة الانسان (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) قانون إلهي ليتم به عمران الارض، ونمو الحياة، ورفاهية الانسان وتطوره. فالاختلاف هنا لا يفسد للود قضية. وما تقدم العلم وما تطورت الصناعة، وراجت التجارة، وانتشر الأدب، وقامت الحضارات الا باختلاف الرأي وتباين الفكر الاختلاف الى الأصلح وهكذا يكون الاختلاف خيرا وبركة.. (فتبارك الله أحسن الخالقين).