أن تشمخ في حرب سنين.. فذاك لعمري.. انتصار! لم تدع لنا فلسطين في التاريخ حرف معذرة! نستر به سوءة التخلي! تعللنا لها بثقل حركتنا.. فأخرجت لنا جسدا مشلولا.. كرسيه يغذ السير نحو القدس بلا مراوغة ولا هوادة! أحبطناها بضعفنا.. فقذفت بأطفالها.. مردة في وجوه المحتلين! منعنا عنها السلاح.. فأحالت فتيانها وصباياها.. قنابل! أشرنا لها أن لساننا معقود.. فلم يترك لنا (أسراها) غير صدى (الزئير)! دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام أسبوعه الرابع! ومازلنا في اطار (التفرج) الذي نتقنه حد الاختصاص! هم يحتجون على نذالة الأنذال وخسة الخاسئين من أحفاد القردة.. ونحن مسمرون أمام شاشات التلفزة وفوق أوراق الصحف.. ننظر أيموتون؟ أم عن اضرابهم سيعدلون؟ كلنا شركاء في اثم التقاعس والخذلان، سمحنا لاخطبوط الصهيونية على مر سني الاحتلال أن يتضخم ويضرب بأذرعته يمنة ويسرة.. وهو يطحن الأجساد الصابرة المرابطة! ونتذرع بأن دولة كبرى تدعمه! وليس لنا إلا الرضوخ والمسكنة وطاولة المفاوضات! وإن كنت في ريب فاسأل عن حجم التبادل التجاري بين دول عربية والكيان الصهيوني! الذي بلغ المعلن عنه هذا العام سبعة مليارات من الدولارات!!.. وفتش عن بقية جبل الجليد! إن كان الوجود (التجاري) لهذا الكيان فوق أراضي الدول العربية يتراوح بين الاعلان والتخفي! فإن دولة عربية واحدة لا تكاد تخلو من معاملات تجارية تصب أموالها في جيب بني صهيون! مهما ادعت أنها تتبع مؤسسة في جزر الواق واق! هناك سيارات وشركات تجميل ومطاعم وأغذية ومواد منظفة وأجهزة اتصالات.....الخ كلها لا تزال تجد وكلاءها التجاريين وزبائنها الدائمين من (بني يعرب)! خذ مثلا أحد أجهزة الجوال التي اكتسحتنا طولا وعرضا.. حتى لم تترك لغيرها مكانا! ومع ذلك يتزايد الاقبال عليها رغم تزايد معرفة الناس بأنها تابعة ماليا لذلك الكيان الخبيث! اننا بالتأكيد لن نصل لمستوى من القوة النفسية يمكننا من مشاركة الأسرى اضرابهم عن الطعام ولو ليوم واحد! لكننا نستطيع أن نضرب للأبد عن شراء أي شيء صغر أو كبر نعرف أن ثمنه سيستحيل رصاصة تخترق أجساد اخواننا! اننا لن نمت اذا لم نلتهم تلك الشطيرة أو نعب ذلك المشروب الغازي! أو نركب تلك السيارة! ونهاتف بذلك الجهاز! لكن هناك من سيموت (فعلا) لو أننا قمنا بذلك! دعونا على المستوى الشعبي ولو لمرة واحدة! يكن لنا موقف وارادة وعزم! نتجاوز من خلالها مرحلة (التعاطف عن بعد) و(البذل الكلامي) و(الدعم البكائي)! وانتظار خطوة من الحكومات.