مع التدهور الكبير الذي طرأ على وضع حوالي سبعين اسيراً فلسطينياً في السجون الاسرائيلية، في اعقاب الاضراب عن الطعام المستمر منذ اكثر من اربعين يوما، صعدت جهات اسرائيلية عدة تحركاتها بهدف "قلع ظاهرة الاضراب". واصدر رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو اوامر بتسريع سن قانون يتيح تغذية الاسرى المضربين عن الطعام بالقوة. وينتظر القانون حاليا التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة في الكنيست. وفيما عارض "المجلس القومي لأخلاقيات علم الاحياء" هذا القانون، قال نتانياهو انه سيهتم بالعثور على اطباء يوافقون على العمل بحسب القانون الجديد ويغذون الأسرى بالقوة. وفي محاولة لدفاعه عن هذا القانون وشرعنته دوليا، قال نتانياهو ان السجانين في سجن غوانتانامو يقومون بتغذية الأسرى بالقوة. وكان "مجلس أخلاقيات علم الأحياء" كتب في وجهة نظر قدمها الى وزارات الصحة والعلوم والقضاء، انه يجب بذل كل جهد للامتناع عن سن قانون يتم فيه تحديد ان أي اضراب عن الطعام يجب ان ينتهي بتغذية الأسير بالقوة خلافا لرغبته، واكد ان "الطريقة المثلى هي التوصل الى موازنة بين القيم المقدسة للحياة وحق الأسير المضرب عن الطعام". وكان "نادي الأسير الفلسطيني" حذر من انه اذا لم يتم ايجاد حل لقضية الاضراب فإن الغليان سيتصاعد في الشارع الفلسطيني، وستكون التظاهرات اكبر. ويسعى الجانب الفلسطيني الى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل من خلال التنظيمات الدولية بهدف توسيع الاضرابات والنشاطات الاحتجاجية الاخرى من جانب الأسرى الأمنيين. واشتكى المحامون من ان سلطات السجون وضعت عراقيل امام لقائهم موكليهم ونقلت عددا منهم الى مكان آخر. وتشير المعطيات الفلسطينية الى احتجاز 189 أسيرا اداريا في السجون الاسرائيلية، من بينهم 125 يضربون عن الطعام. اما بقية الاسرى الاداريين فهم مرضى او مسنين ولا يستطيعون المشاركة في الاضراب. وكان الاسرى قد كشفوا عن تعذيب زملائهم المضربين عن الطعام، بابقائهم تحت اشعة الشمس، لخمس ساعات على الاقل، خاصة في سجن النقب، جنوب اسرائيل، حيث المنطقة الصحراوية. ونقل الاسرى رسالة الى مركز دراسات الاسرى في رام الله، حول وضع زملائهم جاء فيها ان إدارة السجون تلزم الأسرى المضربين على الوقوف لعدهم ولعدم قدرتهم على ذلك تعاقبهم عقابا جسديا كما تفرض عليهم دفع غرامة بقيمة 110 دولارات. وأكد الاسرى ان معظم المضريين عن الطعام يتم تقييدهم ويبقون تحت اشعة الشمس، خمس ساعات على الاقل. وفي الرسالة التي بعثوا بها اعتبروا هذا العقاب بمثابة اعدام للاسرى واكدوا ان هناك حالات إغماء متتالية وبحاجة لمتابعة طبية. وتطرقت الرسالة للجرائم المرتكبة ضد الاسرى من الاعتداء عليهم وسحب ممتلكاتهم وإطلاق الحشرات في غرفهم.