لقد قصد الإسلام أن يكون الإنسان مثلاً صالحاً في كل تصرفاته ويعكس المواطنة الحقة في كل حركة من حركاته ومتى تذوق الفرد منا وفي كل مكان صور هذه التصرفات أصبح الجمال والإبداع في كل شيء هدف كل مواطن وإذا سار كل منا في تحقيق هذا الهدف وجدنا في حياتنا مقاييس روحية ومعنوية تقاس بها الأمور.. ولكن ما لا يسعدك حقاً أن تجد بعض شبابنا وفتياتنا يسامحهم الله يفتقدون مثل هذه المقاييس لأنهم لا يمثلون القدوة الطيبة للوافد والمقيم في مملكتنا الغالية، ومن هنا أود التركيز على عدم وعي هؤلاء الشباب وحتى بعض العائلات لهذه القيم الأصيلة ومن هذه التصرفات أن مثل هؤلاء إذا ارتادوا حديقة من حدائق بلادنا أو متنزها من متنزهاته أو شاطئا من شواطئه أو واجهة من واجهاته السياحية تراهم وبكل صفاقة ودناءة يرمون مخلفات أطعمتهم وفضلات ما تبقى من قاذورات وأوساخ وسط ذلك المتنفس أو المعلم السياحي دون وازع من خلق أو رادع من دين. وقد وصل الأمر عند بعض هؤلاء إلى بعض الكتابات وغير الحضارية على جدران المرافق العامة في هذه الأماكن كدورات المياه وأماكن السياحة وغيرها وبعض الرسومات التي لا تليق بمواطن شرفه الله سبحانه وتعالى بهذه الأرض الطيبة وحتى الطرقات العامة واللوحات الإرشادية لم تسلم من هذا العبث.. وما حز في نفسي مدى السلوكيات غير المهذبة والتي حصلت ومازالت تحصل في شاطئ العقير بمحافظة الأحساء والذي لم يكتمل إنجازه بعد، حيث كنت منذ وقت قريب مع عائلتي هناك وكم رأيت من الكتابات السخيفة على جدران مرافق هذا الشاطئ من ألفاظ بذيئة إلى جانب دورات المياه المليئة بحفاظات الأطفال وغيرها وحتى فضلات الأطعمة المتناثرة في أماكن الجلوس وتحت المظلات.. كم هو مؤلم حقاً أن ترى هذه الأشياء المنافية للسلوك الحضاري السوي ومنافية لتعاليم ديننا الحنيف بأهمية النظافة وبعيدة عن أخلاق وقيم المواطنة التي يجب أن تنعكس إيجابياً على تصرفاتنا.. هل يستحق منا هذا الشاطئ الجميل والذي انتظرناه طويلاً كواجهة ترويحية بذلت حكومتنا الرشيدة ملايين الريالات في تشييده كل هذا التخريب المتعمد؟ ولا أعلم أين الرقابة من قبل الجهة المنفذة لهذا المشروع العملاق على هذه الفئة من البشر الذين يفتقدون للأسف أبسط مراعاة للذوق العام واحترام مشاعر الآخرين؟ إذ كيف لم يتم الانتهاء منه ويفتح على مصراعيه دون مراقبة ومنع هؤلاء العابثين؟ وأناشد في ختام موضوعي هذا الجهة القائمة المنفذة لهذا المشروع أن تضع الإجراءات الكفيلة للحد من نشاطات مراهقي هذا العبث كي يخرج لنا هذا الشاطئ بأنصع وألمع صورة ممكنة ان شاء الله تعالى. @@ علي بن عبد المحسن السويق- الأحساء