من حق جماهير النصر أن تحتفل بالطريقة التي تراها مناسبة لعودة فارسها لساحة البطولات بعد غياب طويل امتد لما يقارب التسعة عشر موسما. وإن كان النصر غائبا طوال تلك الفترة فإن جماهيره الوفية ظلت حاضرة ومتواجدة بجانبه طوال سنوات القحط، وهي سمة ومثال حي لوفاء الجماهير وعشقها للكيان، وحان الوقت لجماهير الشمس أن تقيم الأفراح والليالي الملاح بعد أن اقتنص فريقها كأس سمو ولي العهد وهو على مقربة من اقتناص درع الدوري .. جماهير النصر خرجت لنا هذا الموسم بكل جديد من شأنه أن يعيد الحياة للمدرجات، تواجد مميز وحضور منظم حماس منقطع النظير وتقيد بالأخلاق الرياضية، وفيما يتعلق بالتواجد فإن جماهير النصر اقتنصت الصدارة في الحضور، وفيما يتعلق بالحضور المنظم نجد جماهير النصر تجبر من يجلس خلف شاشات التلفزة لا يغادر مكانه قبل نهاية المباراة. وفيما يتعلق بالحماس المنقطع النظير نجد جماهير النصر تهتف لفريقها منذ بداية المباراة وحتى نهايتها. وأخيرا فيما يتعلق بالتقيد بالأخلاق الرياضية لم يعرف عن جماهير النصر خلال هذا الموسم والمواسم الماضية بأنها تعمدت إيذاء المنافسين بهتافات عنصرية أو هتافات أخرى خارجة عن الروح الرياضية على الإطلاق. تعمدت في حديثي هذا أن أقدم جماهير النصر على العوامل التي أعادت النصر لساحة البطولات؛ لأن لها الفضل بعد فضل الله في عودة فريقها؛ وأعتقد جازما أن جماهير النصر لا يمكن لها أن تتجاهل جهود الآخرين لدرجة أنها أبرزت لوحة بطول المدرجات تحمل اسم رئيس النادي سمو الأمير فيصل بن تركي (كحيلان)، لذلك الرجل الذي بذل من الجهد والمال والتخطيط ما أعاد عشقه النصر للواجهة ليركب موجة البطولات من جديد. أتذكر عندما تسلم سمو الأمير فيصل بن تركي هرم الرئاسة في نادي النصر، وفي أول حديث تلفزيوني أنه قال: سأعيد النصر لأمجاده وطالب سموه جماهير نادية بإعطائه الوقت الكافي، لذلك فبدأت رحلة البناء والتخطيط وضخ الأموال حتى بات النصر حاليا من الفرق التي يشار لها بالبنان .. نصر اليوم ليس كنصر الأمس، نصر اليوم يمتلك فريقين في فريق واحد، وعندما أقول فريقين في فريق واحد فإنني أعني ما أقول، فالنصر مثلا يمتلك ثمانية مدافعين، ومثلهم من لاعبي الوسط ومثلهم من المهاجمين جميع مستوياتهم متقاربة؛ لذلك عندما يغيب لاعب لظروف إصابة أو إيقاف أو حتى تدني مستوى، تجد البديل على أهبة الاستعداد. وهذا ما أكدته المباريات الماضية والتي لم يتذوق خلالها الفريق مرارة الخسارة على الإطلاق .. جماهير النصر ومن خلال ما قدمه فريقها خلال منافسات الموسم تنتظر عودة دائمة وليست وقتية لفريقها. تنتظر ديمومة في اعتلاء المنصات. تنتظر مواصلة العطاء الناجح من اللاعبين والإدارة والأجهزة العاملة مع الفريق .. تنتظر عدم العودة لسنوات الجفاف والاستمرار في طريق البطولات، فبعد كأس سمو ولي العهد أصبحت مسألة التتويج ببطولة دوري جميل مسألة وقت ليس إلا، وتنتظر الفريق المسابقة الأهم والأكبر مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وإذا ما وفق في اقتناصها فإنه بذلك يكون قد فرض سطوته على بطولات الموسم وهذا ما تنتظره جماهير الشمس. [email protected]