بدأ طبيب بارز أمس الخميس محادثات مع مسلحين يحتجزون مئات الاطفال والمدرسين رهائن في جنوبروسيا المضطرب فيما التزم الكرملين الصمت حيال هذا الهجوم المذل.. فيما رفض الخاطفون عرضا لاستبدال التلاميذ المحتجزين برهائن آخرين. واقتحم رجال ونساء ملثمون ومسلحون تسليحا ثقيلا مدرسة في بلدة بيسلان بأوسيتيا الشمالية قرب الشيشان صباح الاربعاء وقتلوا سبعة واحتجزوا التلاميذ والمدرسين وأولياء الامور. وقال المسلحون انهم لن يتحدثوا الا مع الزعماء الاقليميين ومع طبيب الاطفال البارز ليف روشال الذي ساعد في التفاوض لاطلاق سراح الاطفال خلال أزمة احتجاز الرهائن في أحد مسارح موسكو عام 2002. وقال وزير داخلية اوسيتيا الشمالية كازبيك جانتييف للصحفيين: روشال يجري محادثات. انه المفاوض الرئيسي غير أنه قال ان المسلحين قطعوا الاتصالات الهاتفية مع روشال في الثالثة صباحا (2300 بتوقيت جرينتش الاربعاء). وأضاف جانتييف أنهم رفضوا عروضا بامدادهم بالطعام والمياه لكنهم طمأنوا الطبيب أن الاطفال بخير.. وذكر مسؤولون أن العصابة هددت بقتل 50 طفلا مقابل مقتل اي من رفاقهم. وانتشر الجنود في سيارات مدرعة في الشوارع المجاورة للمدرسة المكونة من ثلاثة طوابق التي يدرس فيها نحو 900 تلميذ تتراوح أعمارهم بين سبعة و17 عاما. وسمع دوي اطلاق رصاص متقطع. ويعد هجوم الأربعاء الاحدث في سلسلة من الهجمات المميتة التي وقعت في روسيا هذا العام وأسفرت عن مقتل المئات. وتشير جميع المؤشرات الى أنها عملية للانفصاليين الشيشان. وقال جانتييف: دون الادلاء بتفاصيل : هناك شيشان وانجوش بين الخاطفين. انهم يتحدثون الروسية بطلاقة ونفى زعماء الانفصاليين الشيشان أي صلة لهم بهذا الهجوم. وقال ان نيكولاي جاباروف وزوجته وحفيدته البالغة من العمر عامين ونصف العام محتجزتان داخل المدرسة بعض الناس يقولون ان الارهابيين شيشان وبعض الناس يقولون انهم عرب لكننا لا نعرف كما لم يتضح بعد عدد المهاجمين. وكان المسؤولون قد أعلنوا في البداية أنهم 17 إلا أن جانتييف قال امس ان العصابة تضم ما يصل الى 40 مقاتلا من الرجال والنساء. ولم يتضح بعد ايضا عدد الرهائن حيث تراوحت التقديرات الرسمية في البداية بين 120 و400. وقال كبير المتحدثين الاقليميين ليف جوجاييف ان هناك 354 رهينة فيما أعلن جانتييف أن عدد الاطفال وحدهم يبلغ 400. وشكل وجود هذا العدد الكبير من الاطفال مشاكل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكتبت صحيفة موسكوفسكي كومسومكليتس الشعبية تقول: نعلم مدى صرامة السلطات لدينا حين يكون الرهائن من البالغين لكننا لا نعلم ما الذي سيفعلونه الان. عليهم أن يعتنوا بأرواح الاطفال. قد يتخاذلون لمجرد أن الامر متعلق باأطفال وأفادت تقارير أولية بأن المهاجمين طالبوا باطلاق سراح مقاتلين سجنوا بعد غارة على الانجوش قتل خلالها 98. وشن المتمردون حينذاك هجوما مماثلا على العاصمة الشيشانية جروزني قبل أسبوع من انتخاب المرشح الذي اختاره الكرملين رئيسا للشيشان. وطغى تفجيران انتحاريان تحطمت خلالهما طائرتا ركاب ومقتل 90 على الانتخابات الرئاسية الشيشانية. وقبل ساعات من الهجوم على بيسلان قتل مفجر انتحاري تسعة في العاصمة الروسية موسكو. وكتبت صحيفة كوميرسانت اليومية: مخططو الهجمات الانتحارية.. أرادوا أن يجعلوا الروس يشعرون بأن اليد الشيشانية تستطيع أن تطالهم في حافلة أو في مترو أو في طائرة أو شارع مزدحم.. في أي مكان ولم يدل بوتين الذي صعدت اساليبه المتشددة تجاه الشيشان به الى السلطة عام 2000 بأي تصريحات بشأن سلسلة الهجمات الاخيرة