تترقب المنطقة الشرقية خلال الأيام القادمة دورة انتخابات جديدة لاختيار مجلس إدارة جديد، بعد دورات شهدت خلالها الغرفة مثل غيرها من الغرف التجارية في المملكة تطورات مهمة، وفي مقدمتها التقدم الحثيث للقطاع الخاص وتزايد دوره في الاقتصاد الوطني. بفضل دعم الدولة ومؤازرتها ارتفعت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى ما قيمته 700 مليار ريال عام 2012م بما نسبته 58%، كما ساهم القطاع الخاص بتوفير فرص عمل ل 250 ألف سعودي خلال نفس الفترة. وهكذا أصبح للقطاع دوره المهم في المجتمع السعودي كلاعب مهم في تنفيذ سياسات الدولة واستراتيجياتها، لا سيما في جانب تعزيز الأمن الغذائي للمملكة. ومثل هذا الواقع الجديد بالإضافة إلى ما هو مأمول مستقبلاً، يفرض علينا ضخ دماء جديدة وشابة في مجالس إدارات الغرف التجارية السعودية ومنها غرفة الشرقية، وتعزيز ثقة جيل الشباب بنفسه، وخلق قيادات شابة لمواجهة التحديات القادمة، وهي كبيرة وخطيرة تتطلب إفساح المجال أمام الجيل الجديد من رجال الأعمال للانخراط في مثل هذه الأنشطة الحيوية والتعرف على أسرارها وخصوصياتها. كل ما حولنا يؤكد حاجتنا إلى العناصر الشابة وتأهيلها لتولي زمام القيادة في الوقت الراهن جنباً إلى جنب مع كبار رجال الأعمال، وتهيئتهم للمستقبل، لأن هذه القيادة يجب ألا تكون حكراً على مجموعة شخوص أو بيوت تجارية ومالية معروفة، حتى لا تخسر المملكة كل ما اكتسبته وتراكم لديها من خبرات وقدرات طيلة العقود الماضية. شباب رجال الأعمال علينا الاهتمام بهم في كافة العمليات الانتخابية القادمة لغرفنا التجارية، بحيث تتاح لهم فرصة الوصول إلى مجالس إدارات الغرف التجارية ومجالس إدارات الشركات الوطنية لاكتساب الثقة والخبرة التي تتيح لهم أداء ما هو مطلوب منهم على أكمل وجه لاحقاً. وهكذا فقط يحق لنا كسعوديين الرهان على المستقبل بكل ثقة واطمئنان. إن انتخابات غرفة الشرقية فرصة للتذكير بهذه المتطلبات الضرورية لمستقبلنا كسعوديين، وفرصة للتذكير بضرورة اللجوء لهذا الاحتياطي البشري الذي يجب أن يكون له دور فعال بعيداً عن مظلة الكبار، ولدينا أفضل مثال في الغرفة التجارية بالرياض، حيث نجد الشباب إلى جانب الخبرات العملاقة تواصل مع هؤلاء الشباب. انتخابات الغرف التجارية بشكل عام تحتاج إلى وقفة، لأن الملاحظ أن الانتخابات في جميع الغرف التجارية تعتمد كثيرا على العلاقات الشخصية والتكتلات، وهذا أمر غير صحي لأن كل شخص يمثل شخصه، فيما يجب أن يكون لكل شخص برنامج واضح للدور الذي سيقوم به من خلال اللجنة. كلنا أمل في أن تكون انتخابات غرفة الشرقية بداية لظهور قيادات جديدة لقطاع الأعمال السعودي، تنقلنا بعيداً عن المراسيم التقليدية والاحتفالات والترحيب والاستقبالات، إلى ما هو جديد ولائق بمستوى القطاع الخاص السعودي وتطلعاته المستقبلية. ومن جانب آخر يجب أن يكون هناك لجنة في كل الغرف التجارية بالمملكة لمراقبة الخطط المقترحة من الأعضاء ومدى جدية تنفيذها بحيث لا تكون حبرا على ورق، بل يجب أن تترجم لواقع ملموس يحقق أهداف قطاع الأعمال، ويحقق متطلبات جميع الشرائح الاقتصادية بالمنطقة. Gm.excs.com.sa