كشفت المرشحة لانتخابات الغرفة التجارية الصناعية في محافظة جدة شابة الأعمال رانيا سلامة، في حوارها ل «عكاظ» عن حاجة المجتمع إلى نشر الثقافة الانتخابية، معتبرة أن الفوز بمقاعد للمرأة في عضوية مجلس الإدارة يعد فوزا للمجتمع، معترفة في الوقت نفسه أنها تفاجأت حينما أجرت استطلاعا قبل طرح برنامجها الانتخابي بوجود فجوة تمثلت في عدم معرفة الأغلبية بالمراكز، والخدمات الموجودة في الغرفة باستثناء التصاديق وبعض الفعاليات، لافتة إلى أن اللجان مفرزة أعضاء مجلس الإدارة، منوهة بأن الساحة تتيح لكل مرشح أن يشكل تكتلات، بل إن الناخبين أنفسهم أمامهم فرصة أن يتكتلوا لصالح طموحاتهم في دعم مرشحين يمثلونهم، مؤكدة أن المنافسة حادة، والتكهنات مستحيلة؛ نظرا لأن كل مرشح يملك ميزة تنافسية، غير مستبعدة أن تكون النتائج مفاجِئة، لكون الفرص كبيرة لأكثر من (12) مرشحا، والأسماء قوية سواء من أعضاء مجلس الإدارة الحالي أو الشباب والشابات، مبينة أن على المرشحين، والغرف التجارية، ووزارة التجارة، والصناعة والإعلام، دورا في نشر الثقافة الانتخابية، مشيرة إلى أن الخدمات الست هي الأكثر أهمية بالنسبة لشاب وشابة الأعمال المتمثلة في «التسهيل، التدريب، الإرشاد، التمويل، الشراكات، العقود التشغيلية»، تسعى من خلال برنامجها الانتخابي، بالتعاون مع الغرفة إلى توفيرها، معربة عن أملها في أن يضم المجلس المقبل في عضويته أصحاب الخبرة، وجيل الشباب بشكل متوزان .. وإلى تفاصيل الحوار: كيف أقدمتِ على خطوة الترشح لانتخابات مجلس إدارة غرفة جدة؟ لم تخطر على بالي فكرة الترشح، لكن تواصل الدكتورة لمى السليمان معي، بعد اتخاذها قرارا بعدم الترشح في الدورة المقبلة، وطرحها الفكرة من منطلق حرصها على استمرارية التمثيل النسائي في مجلس إدارة غرفة جدة، وأهمية أن يكون لدى المرشحة خبرة كافية في عملها الخاص، وفي الغرفة لتتجاوز مرحلة التعلم والخطأ، وتبدأ إنجازها في حال فوزها بمقعد في المجلس، فقمت بدراسة الفرص المتاحة، والتواصل مع عدد من رجال، وسيدات، وشباب الأعمال قبل أن أتخذ قراري بالترشح في انتخابات مجلس إدارة الغرفة، بعد (7) أعوام أمضيتها في رئاسة، وعضوية عدد من اللجان في الغرفة. فجوة طموحات انطلاقا من كونك تمثلين لجنة شابات الأعمال من خلال رئاستك لها، ما طموحات وآمال شباب وشابات الأعمال التي تحملينها على عاتقك؟ مالمسته أن شباب وشابات الأعمال لديهم طموحات يريدون تحقيقها، والغرفة فيها موارد عديدة، لكن توجد فجوة بين الطموحات والفرص المتاحة لتتحقق نتائج ومخرجات فعلية على أرض الواقع، لتنعكس على تنمية مشاريع الشباب والشابات، ولذا قمنا في لجنة شابات الأعمال بالفعل بتجربة الحل المقترح لتوظيف خدمات مراكز الغرفة، والاستعانة على سبيل المثال ب «مركز المنشآت الصغيرة والناشئة» ؛ لتوفير التسهيلات في الإجراءات، والتأهيل للدورات التدريبية، والإرشاد، ومن ثم الآمال معقودة على قطاع الأعمال في المحافظة على مقاعد سيدات الأعمال؛ لأن الجميع يمثلون قطاعا هاما من جهة، ولكونهم أثبتوا كفاءتهم في الدورات السابقة لخدمة رجال وسيدات الأعمال، وفرص الشراكات، والعقود التشغيلية، وهذه الخدمات الست هي الأكثر أهمية بالنسبة لشاب وشابة الأعمال، المتمثلة في «التسهيل، التدريب، الإرشاد، التمويل، الشراكات، العقود التشغيلية» .. أسعى من خلال برنامجي الانتخابي إلى أن تتمكن الغرفة من توفيرها بشكل أفضل، وآلية تجعل الشاب يبني مشروعه على أساس تجاري، وقانوني سليم، ويجد فرص تنميته، ومضاعفة قدرته على المنافسة في السوق، وعندما ينمو المشروع الصغير تشغيليا تصبح لديه القدرة كذلك على توظيف عدد أكبر من الموظفين، فتتحقق التنمية الاقتصادية المنشودة. ذكرتِ أنه توجد فجوة بين طموحات الشباب وخدمات الغرفة، ما الذي أوجدها ؟ لاحظت وجود هذه الفجوة عندما أجريت استطلاعا قبل طرح برنامجي الانتخابي فكانت المفاجأة أن الغالبية لا تعرف عن المراكز أو الخدمات الموجودة في الغرفة باستثناء التصاديق وبعض الفعاليات، وتوجد أسباب عديدة، بعضها على الغرفة، التي أعتقد أنها بحاجة إلى التعريف على نطاق أوسع بخدمات المراكز المختلفة، وتوجيه الرسالة لكل شريحة في قطاع الأعمال بلغة وأدوات مختلفة، والاستعانة في التعريف بتجارب عملية ناجحة من أصحاب الأعمال، الذين استفادوا من هذه الخدمات، المجتمع أيضا بحاجة إلى أن يكون أكثر تحركا، وإيجابية في البحث عن حقوقه، وزيارة مراكز الغرفة، وطلب خدماتها، أو المطالبة بما يطمح إليه، والمساهمة في تطوير ماهو قائم. ربط الاستفادة ما الجديد الذي يمكن أن تقدميه خلال الدورة (21) في حال فوزك بمقعد في عضوية مجلس الإدارة للغرفة؟ ربط المشترك بالخدمات المتوفرة، والعمل معه للارتقاء بها بما يواكب طموحاته أولى أولوياتي، فقناعتي أن أغلب الخدمات، التي يمكن أن تستفيد منها المنشآت الكبيرة، أو الصغيرة، أو المتوسطة أسست بالفعل، وآن الأوان لربط المستفيد بها بشكل أكبر مع تطويرها وتعزيز مخرجاتها، وبرنامجي بالكامل يعتبر إجابة لسؤال «ماذا يمكن أن تقدم لنا غرفة جدة ؟ ، وكيف ؟» بالاستناد على ماهو قائم، والبناء عليه، وفقا لطموحات المنتسبين، كما أن تجربتي تحديدا في لجنة شابات الأعمال تجعلني أسعى إلى توسيع نطاق البرامج، التي أطلقناها لدعم المشاريع وتنميتها. الثقافة الانتخابية ما أصعب الأمور التي واجهتك في الانتخابات؟ سأخبرك عن أصعب الأشخاص، وهو الشخص الذي يقول إن الغرفة لم تقدم شيئا دون أن يكون قد حاول أن يتعرف على الخدمات أو طلبها؛ ليحدد ما الشيء الذي يحتاج أن توفره الغرفة، وهذه الشريحة كبيرة، وإذا كان بالفعل هناك قصور في الأداء فهي شريكة في المسؤولية بعدم الإفصاح عن احتياجاتها، أما أصعب الأشياء، التي جعلتني أغير تماما من توجهي في الحملة، وأركز على التوعية فهي أن (15 في المئة) فقط من المنتسبين للغرفة شاركوا في التصويت الدورة الماضية، وهذا ما يعني أننا بحاجة إلى نشر الثقافة الانتخابية كمرشحين قبل أن نفكر في الحديث عن برامجنا لنحصد الأصوات، فالمجتمع اليوم أمام تحدٍ يعلن فيه عن أهليته للانتخاب، وإقباله على هذه الفرصة، ومعرفته للمعايير التي ينتخب بناء عليها، وسبل المتابعة، والمحاسبة، وإدراكه لمسؤوليته في إنجاح تجربة لن يفوز فيها مرشحون فحسب، بل أتمنى أن يفوز المجتمع بتجربة انتخابية مشرفة تعبر عن وعيه، وإيجابيته، ورغبته في المشاركة، والاستفادة، والمساهمة في التطوير، لذلك على المرشحين، والغرف التجارية، ووزارة التجارة والصناعة، والإعلام دور في نشر الثقافة الانتخابية، وتحفيز المجتمع للمشاركة حتى تتضاعف النسب التي شاركت في الدورات الماضية. قد تعود المشاركة الضعيفة إلى عدم وجود انعكاس مباشر على أصحاب الأعمال من مجالس إدارات الغرف، فما الذي يضمن للناخب أن المرشح من الممكن أن يفي بوعوده؟ أداء المجلس يصنعه وعي الناخب، الذي يجب أن ينظر إلى خلفية المرشح، وإنجازاته الفعلية قبل الانتخابات، ويحدد أهدافه، ويصوت لمن يمثلها فعليا في مجلس الإدارة، ويحرص على وجود تمثيل له بعد الانتخابات في اللجان القطاعية، وحضور للجمعيات العمومية؛ لمناقشة أداء وخطط مجلس الإدارة، عندها نستطيع أن نجني فائدة ملموسة، فعندما تكون كل هذه الفرص متاحة يصبح أي خلل قابلا للمعالجة من خلال الانتخابات بدلا من مقاطعتها.. ونصيحتي أن لايثق الناخب في وعود، بل يسعى إلى أن يكون جزءا من برامج انتخابية تبدأ بفوز من يمثله، وتمتد إلى مشاركة إيجابية في التطوير. تكتلات المرشحين انتخابات غرفة جدة تعتمد بشكل كبير على بيوت التجار فكيف تواجهين التكتلات الانتخابية؟ أنا ابنة جدة، وجدي تحديدا كان من أعضاء مجلس إدارة غرفة جدة في دوراتها الأولى، فلست بعيدة عن بيوت تجارتها، والساحة تتيح لكل مرشح أن يشكل تكتلات، بل إن الناخبين أنفسهم أمامهم فرصة أن يتكتلوا لصالح طموحاتهم في دعم مرشحين يمثلونها، أو حتى يفرضوا مطالبهم على المرشحين، ففي واقع الأمر التكتلات السابقة أدت دورها المطلوب، ونجحت في استقطاب نسبة تعادل بين 10 في المئة و15 في المئة من المنتسبين للغرف، واليوم هناك أكثر من 70 في المئة أمامهم فرصة إذا أرادوا أن يتكتلوا ويساهموا في الانتخابات بنفس الآلية، والقوة، فالانتخابات لا تفرق بين صوت الشركة الكبيرة والصغيرة، والفارق فقط في الوعي، والسعي إلى جمع الأصوات؛ لتحقيق الأهداف، والرؤى المشتركة، التي يؤمن بها كل تكتل. في ظل وجود (9) مرشحات، وحوالى 40 مرشحا ضمن فئة التجار، ما احتمالات فوز رانيا سلامة؟ من اليوم الأول لترشحي وضعت أمامي هدف الفوز، مع الاستعداد لتقبل الخسارة، شريطة أن أبارك لسيدات وشباب على حجز مقاعدهم في المجلس. والمؤشرات مبشرة على نطاق بيوت التجارة العريقة أو المنشآت الصغيرة التي برز توجهها نحو دعم الدماء الجديدة، والأمنية أن يضم المجلس المقبل أصحاب الخبرة، والشباب، والسيدات بشكل متوازن يعبر عن قطاع الأعمال في جدة.