مع بدء العد التنازلي لانطلاق انتخابات غرفة جدة، يترقب قطاع الأعمال نتائج فوز المرشحين في العملية الانتخابية في ظل ترشح عناصر من شباب وشابات الأعمال للتنافس مع أصحاب الخبرة، في انتظار ما تفرزه تلك الحالة الصحية، وانعكاسها بشكل إيجابي على تحقيق التوازن في قطاع الأعمال، وما يشهده من متغيرات اقتصادية، مشيرين إلى أن انتخابات الدورة 21 هي الأشرس في تاريخ الغرفة، نظراً لأن التنافس سيكون على أوجه خصوصاً في فئة التجار، التي تشهد مواجهة بين 43 شخصاً يتسابقون على 6 مقاعد، داعين إلى تحقيق المعادلة في المزج بين الخبرات الشابة، والمخضرمة؛ للنهوض بأداء الغرف التجارية؛ لتوافر الخبرات الإدارية لأصحاب الخبرة بمجالس إدارة الغرف؛ ما سيعمل على صقل التجارب الشبابية. خبرات الأسواق بداية يقول الكاتب الاقتصادي طلعت حافظ «دون أدني شك فإن الاستغناء عن أصحاب الخبرات سيسبب خللا كبيراً، لكن المزج بين الخبرات الشبابية، والخبرات الخاصة بالجيل المخضرم في إدارة دفة الغرف التجارية بشكل عام أمر إداري صحي للغاية، لاسيما وأن التركيبة الديمغرافية للمجتمع السعودي يغلب عليها طابع الشباب، الذين يقعون في نطاق مرحلة الثلاثينات العمرية، ويمثلون أكثر من 60 في المئة من تركيبة المجتمع السعودي؛ ما يتطلب إفساح المجال أمامهم للمشاركة في صنع القرار الاقتصادي، والمالي، والاستثماري بشرط أن لا يكون ذلك على حساب الخبرات المخضرمة لرجال أعمال أفنوا حياتهم في تجارب وخبرات الأسواق؛ ما سيعود بالنفع الكبير على أعمال الغرف التجارية من جهة، ونجاح القرارات، التي تتخذها من جهة أخرى، ومن هذا المنطلق فإن التوازن بين الخبرات الشابة، والمخضرمة أمر هام للنهوض بأداء الغرف التجارية، كما أن توافر الخبرات الإدارية المخضرمة بمجالس إدارة الغرف سيعمل على صقل الخبرات، والتجارب الشبابية إلى الأفضل. احتياجات الجيلين شاركه الرأي المدير التنفيذي لإحدى الشركات التجارية عبدالله البطحي، إذ يرى أنه لا يمكن الاستغناء عن تجربة رجال الخبرة كونها تعد كنزا بحد ذاتها، لا يمكن تعويضه، داعياً إلى ضرورة المزج بين أهل الخبرة والعناصر الشابى رجالاً ونساءً في عملية تنسيق متطلبات الجهة، وربط احتياجات الجيلين، محذراً من عدم الأخذ بعناصر المجتمع بكل فئاته؛ نظراً لأن ذلك لن يحقق المطلوب، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يصلح تنفيذه في منطقة لا يصلح للأخرى. أمين عام الغرفة التجارية في الرياض الدكتور محمد الكثيري، عبر عن وجهة نظره بقوله «بالنسبة لانسحاب أصحاب الخبرات فإن ذلك يعد خسارة، فالخبرة لا تكتسب بسهولة، والاستغناء عنها قرار غير صائب، لكننا علينا المزج بين أصحاب الخبرات والشباب الجاد في أي مؤسسة، وليس في الغرف التجارية فقط على أن يكون القرار، والشؤون القيادية، وأعضاء المجالس من أصحاب الخبرات نظراً لدرايتهم بإدارة دفة أي مشروع». صقل الشباب بدورها ترى سيدة الأعمال نشوى طاهر، أن توفر عنصر النزاهة في الانتخابات يعد بداية جيدة لتحقيق التوازن في قطاع العمال، مشيرة إلى أن ترشح شباب وشابات الأعمال في عضوية مجلس إدارات الغرف بات ضرورة ملحة؛ لمواكبة التغيرات والمستجدات الاقتصادية، مضيفة أن أصحاب الخبرة من التجار ورجال الأعمال لن يتوانوا بالتأكيد في صقل فكر الشباب في قطاع الأعمال، والوقوف معهم على ما تتطلبه المتغيرات الاقتصادية، والمشروعات الاستثمارية؛ ليجتمع أصحاب الخبرة، والدماء الجديدة من فئة شباب الأعمال على طاولة واحدة للمشاركة في اتخاذ القرار. توازن الشرائح وتؤكد شابة الأعمال رانيا سلامة، على أهمية التمثيل المتوازن لكافة الشرائح، التي يضمها قطاع الأعمال وفق خبرة لا تقل عن عشر سنوات في إدارة منشآت القطاع الخاص ولا تقل عن خمس سنوات في العمل العام في لجان الغرفة أو لجان الوزارات المختلفة؛ ليكون العضو ملما باحتياجات القطاع الخاص، وسبل التواصل مع القطاع الحكومي، واقتراح حلول قابلة للتطبيق لتجاوز التحديات، التي يواجهها القطاع الخاص، فلا يجب النظر للتجربة بعمر صاحبها، ولكن قياسها بحد أدنى من السنوات، التي باشر فيها العمل، وحقق إنجازات على أرض الواقع في تمثيل قطاعه أمام الجهات الحكومية. فيما قلل المرشح لانتخابات مجلس إدارة غرفة جدة فهد بين سيبان السلمي، من انسحاب بعض أصحاب الخبرة، مؤكداً على أن الذين اعتذروا عن تكملة السباق حتى النهاية 10 أشخاص من بين 61؛ ما يؤكد أن التنافس سيكون على أوجه خصوصاً في فئة التجار، التي تشهد مواجهة بين 43 شخصاً يتسابقون على 6 مقاعد، علماً أن أكثر من نصف المرشحين حتى الآن من أصحاب الخبرة، الذين يملكون باعا طويلا في عالم التجارة والصناعة وقادرون على خدمة الجيل الجديد.