توقفت حركة المرور تماما في بعض أنحاء نيويورك أمس الاول بسبب خروج عدة مظاهرات احتجاج في شوارع المدينة قبل انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري في ساحة ماديسون سكوير جاردن مما دفع الشرطة إلى تطويق المنطقة قبل الموعد المحدد لخروج المظاهرات بثمان وأربعين ساعة. وعلت مئات النوافذ في حي مانهاتن لافتات عليها عبارة أوقفوا بوش فيما أزاح أعضاء الحركات المؤيدة للسلام الستار عن ساعة رقمية كبيرة الحجم في ساحة تايمز سكوير تحصي التكاليف المتزايدة لحرب العراق. وأعلنت قناة نيويورك التليفزيونية نتائج استطلاع للرأي يكشف عن أن نحو 75 بالمائة من سكان المدينة الذين يبلغ عددهم ثمانية ملايين نسمة يعارضون سياسة الرئيس الامريكي جورج بوش. وذكر منظمو مظاهرة حاشدة في متنزه سنترال بارك: انهم لا يستطيعون عمل أي شيء للحيلولة دون تجمهر عشرات الآلاف من المتظاهرين في المكان. وكانت المحكمة العليا في نيويورك قد أصدرت حكما في وقت سابق بعدم السماح بتنظيم المظاهرة لانها ستؤدي إلى تدمير نباتات المتنزه الشهير في مانهاتن. وسيشهد مؤتمر الحزب الجمهوري الذي سيستمر أربعة أيام من الاثنين إلى الاربعاء القادمين ترشيح بوش لخوض انتخابات الرئاسة لفترة ولاية ثانية تستمر أربع سنوات. وبدأت الشرطة الليلة قبل الماضية في وضع حواجز الطرق التي تستخدم في الظروف العادية لايقاف السيارات عند نقاط التفتيش المفاجئة على الطرق السريعة. وتقع ساحة ماديسون سكوير جاردن بوسط حي مانهاتن فوق محطة بين لقطارات الانفاق التي تستقبل القادمين من نيو جيرسي وكونكتيكت. وسيضر إغلاق الشوارع المحيطة في الساحة بالحياة الاقتصادية في المنطقة حيث يوجد بها نحو 1500 متجر. وفي الوقت الذي أعلنت فيه قوات الامن حالة التأهب لحماية ممثلي الحزب الجمهوري من أي هجمات يستعد المعارضون لحرب العراق للخروج في مسيرة يوم الاحد المقبل احتجاجا على المؤتمر. وتعتزم حركة الاتحاد من أجل السلام والعدالة المعارضة التي كانت قد خسرت دعويين قضائيتين لتنظيم مظاهرة يشارك فيها 250 ألف شخص في منتزه سنترال بارك تنظيم مسيرة يوم الاحد المقبل في الشارع السابع بالمدينة أمام ساحة ماديسون سكوير جاردن. ويبدو أن الحركة حصلت على تصريح بتنظيم المسيرة بعد هزيمتها في معركة تنظيم احتجاج في سنترال بارك. ولكن المنظمين ليسوا واثقين من أن المسيرة ستتوقف يوم الاحد المقبل أو ما إذا كانت ستتسم بطابع سلمي كما يطالب قائد الشرطة ريموند كيلي. وقالت: زعيمة الحركة ليسلي كاجان لمؤيديها يوم الاربعاء الماضي بعد رفض محكمة نيويورك دعوى الاستئناف الثانية التي رفعتها لتنظيم الاحتجاج في سنترال بارك إن المحكمة انتهكت الحقوق الدستورية للمحتجين. وأضافت هذا القرار لن يكون سببا لإسكاتنا. وستسمع أصواتنا يوم الاحد عندما نخرج في مسيرة ضد برنامج عمل بوش . وذكرت صحيفة نيويورك ديلي نيوز أن الشرطة حددت هوية مثيري الفوضى الامريكيين الرئيسيين الذين ربما يشاركون في احتجاجات يوم الاحد المقبل ولهم تاريخ في اتباع أساليب إثارة العنف والشغب خلال مظاهرات سابقة. ونقلت الصحيفة عن مصادر المعلومات في جهاز الشرطة قولها: إن كل واحد من مثيري الفوضى هؤلاء يؤيده خمسون شخصا على الاقل وهم مستعدون للتعرض للاعتقال خلال الاضطرابات التي ستتضمن تنظيم اعتصامات أمام الحافلات التي تقل ممثلي الحزب الجمهوري والقيام بأعمال شغب ضد مطاعم مثل مكدونالدز وستاربكس ومواجهات خطيرة ضد أفراد الشرطة.