ماهى حقيقة موقف زعامة عرفات؟ وهل تواجه أزمة بعد تعرض سلطته لانتقادات قوية من قبل حركة فتح تعتبر الأولى من نوعها؟. طبقا لآراء معظم المحللين، فأن زعامة عرفات لن تتداعى قريبا رغم موقفه الحرج، بل إن العزلة المفروضة عليه من قبل اسرائيل والولاياتالمتحدة تزيد من شعبيته وتمنع دعاة الإصلاح من المضي في انتقاده. الواقع ان الشعب الفلسطيني يقع بين المطرقة والسندان، فمن جهة لا تستطيع السلطة الفلسطينية الموصومة بالفساد أن تدافع عنهم من الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة في السنوات العشر الأخيرة. ومن جهة أخرى لم تحقق لهم عملية السلام التي بلغت ذروتها في اتفاق أوسلو أي مكاسب على أرض الواقع. وفي تحليل لواقع المزاج السياسي للشارع الفلسطيني خصوصا في غزة، نرى أن كثيرا من الفلسطينيين يؤيدون حركة حماس وينظرون إليها باعتبارها السبب الرئيسي وراء خطة شارون للانسحاب من غزة. المهم انه يجب الاهتمام بمثل هذه التوجهات والميول في السياسة الفلسطينية ونحذر في نفس السياق من الدعم الأميركي غير المشروط لشارون وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على دعم المسلمين للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب. ونؤكد على ضرورة قيام الولاياتالمتحدة بالدور المنوط بها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن هذا الدور لابد أن يقوم على التوافق بين مصالح الولاياتالمتحدة مع قيمها. وأهم هذه القيم هي إنهاء الاحتلال. وندعو الإدارة الأميركية إلى التدخل الفوري لتمهيد الطريق لمؤتمر سلام يمكن أن يعقد بعد الانتخابات الأميركية القادمة برعاية الأممالمتحدة وبحضور ممثلين لكافة الاتجهات والفئات الفلسطينة والإسرائيلية الفاعلة.