تراقب الولاياتالمتحدة بقلق تصاعد التوتر بين جورجيا ومناطقها الانفصالية، ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، معربة عن املها في ان يكون استخدام نفوذها لدى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي كافيا لمنع اندلاع نزاع مسلح آخر في القوقاز. وقال هلموت سوننفلت الخبير السابق في الشؤون السوفياتية لدى مؤسسة بروكينغز للابحاث ان الولاياتالمتحدة لا تشجع بالطبع على عملية عسكرية. لكن الأوضاع دقيقة ولا يمكن التكهن بنتائجها. كما انه لا يمكن استبعاد رد فعل عنيف من جانب ساكاشفيلي على اي تحرش روسي محتمل. وتنظر ابخازيا (شمال-شرق) الجمهورية المستقلة المقربة من موسكو واوسيتيا الجنوبية (شمال) المنطقة التي تطلب الانفصال للاتحاد مع اوسيتيا الشمالية الروسية بقلق الى سياسة التوحيد التي يتبعها الرئيس الجورجي الشاب الذي تلقى دروسه في العاصمة الأمريكية وغالبا ما يقصد واشنطن لطلب النصائح السياسية منذ انتخابه في يناير الماضي. ولا تنظر موسكو بعين الرضا الى هذه العلاقات بين واشنطن حيث وصل ساكاشفيلي مطلع الشهر الحالي، في زيارة خاصة رسميا، والسلطات الجورجية الجديدة. وقد اعلن نائب وزير الخارجية الروسي فاليري لوشتشينين في الخامس من الشهر الحالي امام النواب الروس في مجلس الدوما ان روسيا لا تثمن كثيرا تدخل الولاياتالمتحدة في مصالحها المشروعة في القوقاز، خصوصا في جورجيا. وقال خلال زيارة ساكاشفيلي الى واشنطن ان النفوذ الأمريكي في جورجيا يتعزز هذه الايام، وهذا لا يسرنا كثيرا بالطبع. وأضاف: لقد ابلغنا الإدارة الأمريكية (..) بأننا نعتبر انه ينبغي على الولاياتالمتحدة، كأي دولة اخرى، ان تأخذ بالاعتبار المصالح المشروعة لروسيا في المنطقة بما فيها في جورجيا.ومن جهته شدد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول امام الرئيس الجورجي على ان من صالح بلاده تحسين علاقاتها مع روسيا المجاورة. وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر قد صرح قائلا: نشجع الروس والجورجيين على تسوية مشاكلهم سويا والتوصل الى ترتيبات تسمح بتجنب مواجهة محتملة. وهي طريقة للقول ان على ساكاشفيلي ان يقاوم اي تحرش محتمل قد يواجهه في سعيه لاعادة توحيد البلاد لكي لا يعرقل امكانية انضمام جورجيا الى منظمة حلف شمال الاطلسي، والاتحاد الاوروبي مستقبلا، وفقا لسوننفلت. الى ذلك تراقب واشنطن عن كثب التقدم في مشروع تشييد خط انابيب باكو تيبيليسي جيحان الذي سينقل فور انجازه المتوقع في الفصل الثاني من سنة 2005 مليون برميل نفط يوميا من اذربيجان، على شواطئ بحر قزوين، الى مصب جيحان في تركيا على البحر الابيض المتوسط مرورا بجورجيا. وواشنطن شريك اساسي في خط الانابيب الاستراتيجي. وقال سوننفلت ان هذه المسألة تحتل ابرز الاهتمامات الأمريكية خصوصا من حيث خطر حصول مواجهات قد تقضي على المشروع.