ندد الرئيس الامريكي جورج بوش بما أسماه تصرفات موسكو في جورجيا بوصفها غير مقبولة في الوقت الذي قامت فيه القوات الروسية بأعمق توغل داخل الاراضي الجورجية منذ بدء الحرب الاسبوع الماضي . واعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي انه وقع على اتفاقية لوقف اطلاق النار تفاوضت عليها فرنسا باسم الاتحاد الاوروبي وقالت روسيا انها ستنفذ اتفاقية السلام . تحدثت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من طائرتها بعد مغادرة العاصمة الجورجية تفليس . وقال مسؤول امريكي ان لافروف ابلغ رايس ان روسيا ستنفذ بصدق اتفاقية وقف اطلاق النار . وهي تريد ان ترى توقيع ساكاشفيلي على الوثيقة اولا . وتقدمت يوم الخميس نحو 17 ناقلة جنود مدرعة ونحو 200 جندي الى قرية تقع على بعد 45 كيلومترا من تفليس في اعمق توغل في الاراضي الجورية منذ بدء القتال في منطقة اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية يوم الخميس . وتقدمت المركبات دون ان يعترضها افراد الشرطة والجيش الجورجيين المتمركزون على الطريق . ورأي مراسل لرويترز سيارة اسعاف عسكرية وقناصة وقذائف صاروخية . وقال ساكاشفيلي ان دبابات تقدمت ايضا في بلدتين اخريين وهما خاشاري وبورجومي في وسط جورجيا ولكن لم يتسن التأكد من ذلك من جهة مستقلة . وفيما تحتل القوات الامريكية العراق منذ مارس 2003 ويوجد نحو مائتي الف جندي امريكي في انحاء العراق قال بوش ان " العالم تابع بقلق غزو روسيا دولة جارة ذات سيادة وتهديد حكومة ديمقراطية منتخبة من قبل شعبها ." واضاف بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية ونشرها البيت الابيض " هذا التصرف غير مقبول تماما لدول العالم الحر ." وطالبت الولاياتالمتحدة في وقت سابق بان تنهي القوات الروسية احتلالها لجورجيا فورا بعد ان وقعت جورجيا على اتفاقية وقف اطلاق النار . وقالت رايس وهي تقف الى جانب ساكاشفيلي في تفليس " على القوات الروسية مغادرة جورجيا فورا . لم نعد في عام ." 1968 في اشارة الى اجتياح قوات الاتحاد السوفيتي السابق لتشيكوسلوفاكيا . والتقى ساكاشفيلي مع رايس لمدة خمس ساعات . وندد ساكاشفيلي في تصريحات مشبوبة بالعواطف بالروس بوصفهم " برابرة القرن الحادي والعشرين " وانحى باللائمة على الغرب في اثارة الازمة باخفاقه بالرد بحزم على تحركات موسكو العسكرية السابقة وبعدم قبول انضمام جورجيا الى حلف شمال الاطلسي بسرعة كافية . وقال " من الذي اثار الاضطرابات هنا؟ " ليس فقط هؤلاء الناس الذين فعلوا ذلك وانما ايضا هؤلاء الذين اخفقوا في منعها ." وتفجرت الازمة المتعلقة باقليم اوسيتيا الجنوبية الجورجي المتمرد عندما حاولت جورجيا استعادة الاقليم الذي تدعمه روسيا مما اثار هجوما مضادا ضخما من جانب موسكو . وارسل الكرملين سفنا حربية وطائرات ودبابات وجنودا ضد جورجيا في اكبر عملية عسكرية لها خارج الحدود الروسية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام . 1991 وتواصل القوات الروسية احتلال جزء من جورجيا على الرغم من توقف القتال . وتزايدت العلامات امس الجمعة على تزايد عزلة روسيا الدولية . وادانت المانيا اكبر شريك تجاري لروسياموسكو لذهابها الى مدى بعيد في جورجيا ووقعت جارتها بولندا على اتفاقية مع واشنطن لاستضافة جزء من نظام مضاد للصواريخ . وابدى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف تحديا بعد الاجتماع مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في منتجع سوتشي على البحر الاسود . وقال ان موسكو سترد بنفس الطريقة اذا هوجمت قواتها لحفظ السلام مرة اخرى . وندد ايضا بالاتفاقية البولندية الامريكية بوصفها تهديدا لروسيا . وقال نائب رئيس هيئة الاركان الروسية لوكالة انترفاكس الروسية للانباء في وقت لاحق ان بولندا تجعلها نفسها عرضة لضربة عسكرية محتملة بما في ذلك ضربة نووية . واضاف الكولونيل الجنرال اناتولي نوجوفتسين ان " بولندا بنشرها " عناصر هذا النظام " تعرض نفسها لضربة عسكرية . هذا بنسبة 100 في المئة ." وقال ان العقيدة العسكرية الروسية تسمح بضربة نووية محتملة . ودعت ميركل الكرملين الى سحب قواته من وسط جورجيا وتنفيذ خطة السلام التي قادتها فرنسا . والضغوط من برلين مهمة لان موسكو بصفة عامة تعتبرها شريكا اكثر تعاطفا من لندنوواشنطن خصمي موسكو السابقين اثناء الحرب الباردة . واثار الصراع توتر اسواق النفط التي تعتمد على خطوط انابيب تمر بالمنطقة لنقل نفط بحر قزوين واثار قلق الغرب الذي يخشى من ان يخرج الصراع عن نطاق السيطرة . في موسكو قالت هيئة الاركان في تقريرها الاخباري اليومي انه لم يقع اطلاق نار خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية . وتقول روسيا ان 1600 مدني قتلوا عندما هاجمت جورجيا اوسيتيا الجنوبية على الرغم من انه لم يتسن التحقق ذلك .وقالت هيئة الاركان في موسكو انها فقدت 74 جنديا في القتال مع اصابة 171 وفقد 19 عسكريا .واسقطتاربع طائرات حربية على الاقل .وقدرت تفليس عدد القتلى بانه يزيد على 175 مع اصابة المئات .ولا يشمل هذا الرقم الضحايا في اوسيتيا الجنوبية .