يخوض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي (7500أسير) منذ أول أمس الأحد، إضرابًا مفتوحاً عن الطعام لتحسين ظروف اعتقالهم السيئة.. وعمت الأراضي الفلسطينية تظاهرات وفعاليات تضامنية حاشدة مع الأسرى.. الذين يطالبون بجملة من التسهيلات في الخدمات التي يتلقونها وبوقف مختلف أشكال العقاب الفردي والجماعي. وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عيسى قراقع ل(اليوم) إننا نطالب أيضًا بوقف فرض الغرامات التي تفرض على السجناء الأمنيين بشكل تعسفي، حيث يتم خصم هذه الغرامات من المخصصات التي يتلقاها السجناء من السلطة الفلسطينية". ويطالب الأسرى بتوفير علاج طبي مناسب، بما في ذلك إجراء عمليات جراحية في الحالات الضرورية، وإلغاء عقوبة السجن الانفرادي المفروض على الكثيرين منهم، من بينهم سجناء يقبعون منذ ثلاث سنين في سجن انفرادي. كما يطالبون بوقف عمليات التفتيش الليلية في الغرف والتي تلحق الأضرار بممتلكاتهم، والسماح بزيارات منتظمة لعائلات السجناء، إضافة إلى توفير إمكانية الدراسة، ليس في الجامعات الإسرائيلية وحسب، وإنما أيضًا في الجامعات الفلسطينية وفي خارج البلاد، وإدخال كتب وملابس إلى الغرف.ووقف الاضطهاد العنيف، بما في ذلك العنف الجسدي"، وبزج سجناء أشقاء، أو أب وابنه في نفس المعتقل، وإزالة الحاجز الزجاجي في قاعات الزيارة وإعادة الحواجز الشبكية. وأكد قراقع "أن قضية السجناء هي القضية الساخنة في المجتمع الفلسطيني، إنها قضية حساسة ومؤلمة تحظى باهتمام كل بيت فلسطيني. إنها قضية ضميرية وأخلاقية بوسعها أن تؤدي إلى الانفجار القادم لدى الشعب الفلسطيني". وأدان قراقع أقوال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الذي قال: "من ناحيتي بوسع السجناء الإضراب عن الطعام حتى الموت". ووصف قراقع أقوال هنغبي بأنها خطيرة وغير مسؤولة وتدل على نوايا سيئة لدى الحكومة الإسرائيلية وقد تفسر على إنها منح شرعية للمساس بالسجناء إلى حد سفك الدماء. وكانت مصلحة السجون قد حذرت الأسرى من أن الإعلان عن الإضراب قد يؤدي إلى إلغاء الامتيازات التي يتمتعون بها مثل وجود أجهزة تلفزيون في الغرف وأجهزة راديو وإمكانية الدراسة وامتيازات أخرى. وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت منذ بداية انتفاضة الأقصى أكثر من أربعين ألف مواطن فلسطيني، بينهم 250 طفلاً و70 سيدة وفتاة. وأوضح قراقع أن 7500 أسير ما زالوا خلف القضبان، موزعين على 27 سجناً ومركز اعتقال وتحقيق. وأضاف أن من بين الأسرى والمعتقلين 470 طفلاً و107 أسيرات في سجني الرملة، وتلموند من بينهن 21 أماً وخمس قاصرات وطفلان رضيعان ولدا داخل السجن، و800 أسير مريض وجريح، بحاجة إلى العلاج و700 أسير إداري بينهم 32 قاصراً. وتابع أن 72 أسيراً محتجزون في زنازنين العزل الانفرادي، وأن 17 أسيراً قضوا أكثر من عشرين عاماً في الأسر، أقدمهم سعيد العتبة الذي أمضى (28 عاماً) خلف القضبان، وأن 43 أسيراً أبعدوا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وأن 200 أسير هدمت قوات الاحتلال منازلهم. وأشار إلي أن90% من هؤلاء الأسرى تعرضوا للتنكيل والاعتداء بالضرب المبرح منذ لحظة اعتقالهم وحتى وصولهم إلي مركز الاعتقال، وأن أساليب التعذيب في مراكز التحقيق كالمسكوبية وعسقلان وبتاح تكفا والجلمة، شملت أساليب حاطة بالكرامة، كالاغتصاب، والتحرش الجنسي، واعتقال زوجات الأسرى لانتزاع اعترافات منهم تحت الضغط والتهديد. وقال قراقع: إن قرار الأسرى خوض إضراب مفتوح عن الطعام، جاء بسبب تصعيد إجراءات القمع والمضايقات المستمرة، وبروز نزعة سادية عنيفة في التعاطي مع حقوقهم، حيث سلبت سلطة السجون كافة حقوقهم ومنجزاتهم النضالية التي حققوها منذ العام 1967. وأوضح قراقع، أن من أبرز القضايا التي يعاني منها الأسرى: التفتيش العاري والمذل، وفرض غرامات مالية لأتفه الأسباب وزجهم في الزنازين، وحرمانهم من شراء احتياجاتهم ومن زيارة ذويهم، والاعتداء عليهم بالضرب والغاز المسيل للدموع، واقتحام غرفهم ومصادرة أملاكهم، والعزل الانفرادي لفترات طويلة، والإهمال الصحي، والمماطلة في إجراء العمليات الجراحية، وتجديد الاعتقال الإداري للمئات منهم، وحرمانهم من التعليم الجامعي من خلال منعهم من الانتساب للجامعات، ومنع الاتصال الهاتفي بالأهل وسوء أوضاع الغرف والزنازين، من حيث الاكتظاظ وانعدام التهوية وقلة مواد التنظيف وانتشار الحشرات، وعدم السماح بإدخال الملابس والمواد الغذائية والكتب الثقافية وغيرها. ودعا رئيس نادي الأسير ، إلى أكبر حملة تضامنية مع الأسرى الذين قرروا خوض معركة الأمعاء الخاوية، حتى الاستجابة لمطالبهم العادلة. إرادة خلف القضبان.. هذا ما تبقى