كان الاعتذار عن جريمة الابادة التي ارتكبت ضد شعب هيريرو في ناميبيا قبل قرن من الزمان على أيدي القوات الاستعمارية الالمانية واضحا وصادرا من القلب. وكانت كلمات وزيرة التنمية الالمانية هايدماري فيزوريك-زول في كلمتها التي أعدت مسبقا واضحة للغاية. وقالت الوزيرة قبل قرن من الزمان صار الظالمون وقد أعمتهم نشوة الاستعمار عملاء للعنف والتمييز والعنصرية والابادة باسم ألمانيا. وأضافت ان الجرائم التي ارتكبت وقتها يمكن اليوم تسميتها بانها إبادة جماعية. وأكدت الوزيرة قائلة نحن الالمان نعترف بمسئوليتنا التاريخية والاخلاقية عن الاعمال التي ارتكبها ألمان وقتها. لكن المستمعين إليها أثناء حفل تأبين أقيم على أطراف صحراء أوماهيكي لم ترضهم تلك الكلمات وطالبوا باعتذار. وعادت الوزيرة لمخاطبة الجمهور الذي لم يسمع أو لم يفهم كلماتها فقالت: ان كل ما قلته في كلمتي كان اعتذارا عن الجرائم التي ارتكبت على أيدي الحكم الاستعماري الالماني. وكانت الوزيرة بهذه الكلمات قد قالت بوضوح ما لم يقدم عليه أي ممثل سابق للحكومة الالمانية. وكان رد فعل وزير الاراضي في نامبيبا هيفيكيبوني بوهامبا وهو عضو بقبيلة أوفامبو التي تشكل أغلبية طيبا للغاية. وقال أشعر بالسعادة لان ألمانيا أعربت عن اعتذارها. لقد قالت الوزيرة لنا كلمة جميلة ... وأريد أن أطمئنها بالنيابة عنكم اننا قبلنا اعتذارها. كما ان زعيم شعب هيريرو كوايما ريرواكو بدا وكأنه يقبل بالاعتذار. ويتزعم ريرواكو حملة تعويضات من ألمانيا بسبب مجزرة ارتكبت في عام 1904 وراح ضحيتها عدد كبير من أبناء هذا الشعب. وقال انا هنا لاشهد على اعتذار ألمانيا واعترف بأن الوزيرة الالمانية جاءت إلينا لتقول كلمة الحق وتعترف بالذنب." وعلى الرغم من كل ذلك كان من بين الحاضرين من لم يرض بهذا الاعتذار ولسان حاله يقول نريد مالا. ويؤكد ممثلو هيريرو على المصالحة وفتح صفحة جديدة بالحوار والبحث في آفاق المستقبل. لكنهم أيضا يرون ان ألمانيا يمكنها ان تفعل المزيد على المستوى العملي لابناء شعب هيريرو الذين يشكلون 7 في المائة من سكان ناميبيا البالغ عددهم 9.1 مليون نسمة.