تمر الأحساء الآن بمراحل تطويرية في عدة مجالات، سواءً العمرانية أو الصناعية أو التجارية، حتى غدت واجهة كبيرة، بحكم ما تحتله من مكانة جغرافية هامة، تؤهلها للصعود في سلم التطور بشتى جوانبه. ودشنت البلدية مؤخرا عددا من مشاريع السفلتة وتشجير الشوارع والإنارة والتخطيط الجديد للعديد من تقاطعات الطرق، من خلال صيانة الأرصفة وجزر الطرق الرئيسية، التي يلمسها المواطن بشكل ملحوظ، حتى غدت حديث المجالس. لكن هناك صورا سلبية، تخدش جمال الأحساء، رغم تلك الخدمات التطويرية، وهي الحفريات المتلاصقة لإيصال الخدمات، دون تنسيق أو متابعة من الجهات ذات العلاقة. فالتشققات الكبيرة في الشوارع تزعج المارة، حتى أصبحت معضلة تؤرق المواطن، وتشوه جمال الأحياء الراقية في المحافظة. مصاريف مضاعفة يقول فراس العبدالقادر: أمر غريب موضوع الحفريات المتكررة في أحيائنا السكنية. والأغرب هو ما تتكبده الدولة من مصاريف مضاعفة لتوصيل الخدمات بهذه الطريقة، حيث تتم إعادة الحفر والدفن، ثم السفلتة في كل مرة. ومن يسكن الحي أولاً يكون الضحية، وسيعاني الكثير، حيث سيتم الحفر أمام بيته ثلاث أو أربع مرات، لكل مبنى جديد بالحي، بالإضافة إلى تحمله تكلفة توصيل الخدمات للقادمين بعده. قنوات مغلقة ويتساءل العبدالقادر: لماذا لا نلجأ إلى الحل المعروف، المطبق في معظم مدن العالم، وهو استعمال قنوات مغلقة، أو مجارٍ خرسانية تحت الأرض للخدمات (كلفرت)، بحيث يكون الصرف الصحي في قاع المجرى، وتعلوه أرفف على الجانبين، أحدهما لحمل (كيابل) الكهرباء والهاتف، والآخر لمواسير المياه وغيرها، مع وجود فتحات تفتيش لمسافات متقاربة، يمكن النزول منها إذا دعت الحاجة إلى أي توصيلات أو تعديلات، أو حتى لو دعت الحاجة المستقبلية إلى تغيير الشبكة كلها. فتكلفة هذه المجاري تقل بكثير عن التكلفة التي تتكبدها مجموع الجهات الخدمية التي تقوم بتوصيل هذه الخدمات. ويرى عمر المخايطة ان الحفر المتعدد إسراف في الأموال، بالإضافة إلى ما يسببه من إزعاج للمواطنين في كل مرة، وإهدار لأوقاتهم، ناهيك عن احتمالية الوقوع في الحفريات. كما أنها طريقة عقيمة وعفى عليها الزمن. شبكات قديمة وبالية أما عبدالعزيز اليوسف فيقول: أكثر من يعاني منه أهالي المحافظة هو إصلاحات مجاري المياه تحت الأرض، التي عفى عليها الزمان، وأصبحت بالية، وتجد بين الحين والآخر تسربات للمياه، مما يحدث تشققات في الأرض، أو تجوفات أرضية، ينتج عنها انهيار جزئي لطبقة الإسفلت، وتعتبر مشكلة تآكل الشبكة القديمة، التي يصعب إمكانية الكشف على التسربات، أكبر إسراف وإهدار لمواردنا المالية، بالإضافة إلى أنها تغرق الأرض تحت المدينة. وكذلك الحال لشبكات الهاتف والكهرباء المتآكلة تحت التربة، والتي يصعب معاينتها، وهي مدفونة تحت الأرض. بينما كان بالإمكان تلافي ذلك وبسهولة، بإتباع نظام القنوات المدفونة. هيئة عليا للتنسيق ويرى اليوسف أن يتم النظر في معاناة المواطنين من هذا الأسلوب السيئ، وتكوين هيئة عليا للتنسيق بين الجهات الخدمية، ومحاولة جمع الميزانيات المخصصة للحفريات في ميزانية واحدة، ووضع خطة مدروسة لشبكة متكاملة من هذه القنوات، ووفق مواصفات قياسية، خاصة في الأحياء الجديدة، التي يتم تخطيطها حالياً، وقبل فوات الأوان، وبحيث يُلزم المطورون بالتقيد بوضع هذه المجاري. والتخلص من ترقيع طبقة الإسفلت، التي لا يمكن أن تمر على شارع من الأحياء القديمة والجديدة.. مضيفاً: لا زالت تستخدم أساليب الصيانة القديمة؟ هل هم غافلون عن مجريات التطور العمراني؟ هل التقنية بعيدة عنهم؟ أم الأرض غير صالحة؟! ترقيع دائم للشوارع