التطور المستمر الذي تحققه السينما الإماراتية عاماً بعد عام، محلياً، وإقليمياً، ودولياً، خاصة مع تزايد إنتاج عدد من الأفلام الروائية الطويلة، والجهود المتنامية من قبل السينمائيين والجهات الرسمية لتطوير صناعة السينما، جعلت الأعمال السينمائية الإماراتية تلفت الأنظار إليها في الأعوام الأخيرة، لا سيما تلك الأعمال الشبابية منها. فيلم «مزرعة يدو» الذي يعرض حالياً، يعد من نوع الدراما الكوميدية، واللافت فيه أن نسبة الإماراتيين في طاقم عمل الفيلم يشكلون 99 %. كما أنه الفيلم الطويل الوحيد بين الأفلام المحلية الروائية التي عرضت في مهرجان دبي السينمائي الأخير. بدئ عرض الفيلم منذ الخميس 30 من يناير 2014على شاشة سينما سيني رويال بمركز الخالدية بأبوظبي، ويستمر على مدى أسبوعين «في كل من سينما الوحدة وأوسكار العين وسيني رويال الخالدية مول ودلما مول». ومدة الفيلم 70 دقيقة، والملاحظ اهتمام الشباب الإماراتي بمتابعة الانتاج المحلي للسينما، حيث حشدت مجموعة من الشباب للترويج ل «مزرعة يدو» على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، لمضاعفة متابعيه، لما لاقاه الفيلم من اهتمام ومتابعة خلال أيام عرضه الأولى. القصة تدور أحداث الفيلم حول رحلة تقوم بها مجموعة من الشباب إلى مزرعة جدة أحدهم، كما هي العادة عند الكثير من الشباب الخليجي، حيث يقضون وقتا ممتعا في نهاية الأسبوع في التسامر والابتعاد عن أجواء المدينة، ولا تخلو مثل هذه الرحلات من المواقف الطريفة والمقالب، إلا أن هذه الرحلة بالتحديد شهدت بعض المتاعب والمقالب من قبل أطراف أخرى، لا سيما أن أحد أفراد المجموعة التقى بمجموعة من الفتيات قبل الوصول إلى المزرعة، في محطة التزود بالوقود ويظهر أنه قد تم الاتفاق بين أحد الشباب والفتيات على موعد في المزرعة بعد أن حصل على رقم هاتفها المحمول وقام بعمليات التواصل بينها وتتطور حسب مجريات الفيلم، لكن الفتيات انخدعن بمظهر الشباب، وتتطور بعض الأحداث الغامضة والغريبة فيما بعد داخل المزرعة. يستمر الشبان في رحلتهم وبعد أن تدعس السيارة الهيكل العظمي لإبل، يشعر الجميع بأن شيئا غير طبيعي قد حدث، وأكثر من تأثر هو (خالد) الذي تلبسه الجن، ويشهد الفيلم تطورا للعلاقة التي تمت بين خالد ونورا، حيث استطاع أن يقنعها بأن تأتي معه إلى المزرعة، لكن الذي حدث أن الجن غادر "خالد" وتلبس "نورا" التي بدأت تقوم بتصرفات مخيفة، حيث تظهر بمشهد مخيف. هذه النهاية المفتوحة التي اختارها المخرج، تتناسب مع ما طرحه عن نيتهم تقديم أجزاء أخرى من الفيلم. ويبدأ الشباب بصدامهم معها إلى أن ينتهي الفيلم وهم في طريق العودة، حيث ياسر ممددا على الكرسي الخلفي للسيارة، بينما جدته تقرأ القرآن الكريم. منتج الفيلم وقال منتج الفيلم علي المرزوقي في تصريح خاص ل «اليوم» : نسعى إلى إنتاج أجزاء متتالية من هذا العمل، ونعمل الآن على تسويق الفيلم كي نتمكن من عرضه في الخليج العربي. كما نطمح لعرضه مستقبلاً على المستوى الدولي، واستغرقت كتابة الفيلم شهرين، فيما استغرق تنفيذ الفيلم وعمليات ما بعد الإنتاج 6 أشهر، وتم التصوير في منطقة تقع بين مدينتي العين وأبوظبي. وأضاف المرزوقي: يهدف الفيلم إلى إدخال البسمة عبر الكوميديا التي يقدمها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مسألة الجن الذي يلبس الإنسان وكيفية التعامل مع هذه الحالات بطرق شرعية. وتابع موضحا: الفيلم لم يحصل على دعم إلا من جهة واحدة فقط وهو دعم لوجيستي خدمي، ولم يحصل على أي دعم مادي من أي جهة، فيما بلغت تكلفة انتاج الفيلم ما يقرب من 300 ألف درهم تقاسمها المخرج أحمد زين وشركة (ظبي الخليج للأفلام). خلاصة العمل الجدير بالذكر أن "مزرعة يدو" قصة وإخراج أحمد زين، أما مساعد المخرج فهو أحمد المرزوقي، سيناريو وحوار إبراهيم المرزوقي، ومكياج فاروق حسن. وتمت ترجمة الفيلم من قبل خالد المحمود، وتمثيل كل من الفنانة ميرة علي، عائشة السويدي، أمل محمد، أم راشد، سعيد الشرياني، خالد النعيمي، وياسر النيادي، عبدالله الحميري، عبدالله الرمسي، محمد مرشد، محمد سيد.