اقترب موعد اختبارات الدور الثاني لطلاب وطالبات المدارس لجميع المراحل ويسيطر القلق والخوف على الاسرة, وتكاد برامج الاجازة تقفل على برامج للمذاكرة داخل الغرف والطلاب عادوا الى كتبهم وعاد اولياء امورهم مرة اخرى الى توجيههم وحثهم على المذاكرة وتهيئة الجو المناسب لابنائهم. وتبدو الاختبارات وكأنها كابوس في حياة بعض الطلاب الا انها عكس ذلك.. ويرى مشاري محمد ان اسوأ ايامه هي التي يجلس فيها للمذاكرة من اجل الاختبارات, ومما يجعله ايضا يكره المذاكرة المراقبة الشديدة والمبالغ فيها من قبل الاهل ويقول: رغم انني اقضي معظم وقتي في الدراسة واتأمل مصيري لوفشلت كذلك افكر كثيرا في مصيري اذا نجحت وكيف سأجد مقعدا في الجامعة. الطالب احمد يقول ان ملاحقة الاهل والحاحهم علينا بالمذاكرة تجعلنا نتوتر ونهاب الاختبارات لذلك لابد ان يكون لنا وقت نذاكر فيه ووقت اخر نقضي فيه وقتنا في الاشياء الاخرى الضرورية والتي تدخلنا في اجواء بعيدة عن الاختبارات ويضيف الطالب خالد علي أن اجواء المنزل كلها تتغير خلال المذاكرة فالاهل يلزمون بيوتهم وتكثر نصائحهم وعلى الرغم من الحالة النفسية الهادئة التي يوفرها لي اهلي الا ان رهبة الاختبارات تزيدني خوفا كلما اقترب موعد الاختبارات. وتحدث مجموعة من الاساتذة في هذا الاطار حيث قال سعيد عبدالرحمن ان نهاية العام الدراسي وخصوصا اختبارات الدور الثاني هي بمثابة مسلسل مشوق تبدأ حلقاته قبل الاختبار لكنها لاتنتهي مع انتهائه بل تستمر حتى معرفة النتائج وعلى الرغم من تأكدي التام من نجاح ابنائي وادراكي لقدراتهم وكفاءاتهم الا ان الشوق لمعرفة نتائجهم امر غير ارادي وانصح اهل الطالب بان يؤمنوا له كل ما يحتاجه ويوفروا له كل ما هو كفيل بتهدئة نفسه وابعاد الضغوط عنه, لنتركه يدرس في الاوقات التي يجد نفسه قادرا فيها على الدرس, وطيلة فترة الاختبارات نلتزم جميعنا البيت ولا نخرج. اما سعيد جمعان فيرى ان فترة الاختبارات تغير نظام المنزل بشكل كلي, ويقول: لقد درست لاكثر من ثلاث سنوات وادرك جيدا قيمة اخر الايام الدراسية فهي اوقات عصيبة ليس فقط على الطالب بل على المدرسين واولياء الامور, لهذا تجد فترة الاختبارات كأنها تخص الجميع في المنزل وكأنهم يختبرون جميعا. ويرى بعض اخصائيي علم النفس ان المبالغة في استيعاب فترة الاختبارات تحول الاهل الى اناس عصبيين قلقين دائما وغير قادرين على الاهتمام بابنائهم وقد يكون ذلك سببا رئيسيا في فشل الابناء الذين يربطون علاقتهم بأهلهم وتفاهمهم واياهم بمسائل النجاح او الرسوب وهذا كفيل بمعرفة النتائج السلبية مسبقا, وان على الاهل التعامل مع ابنائهم اثناء الاختبار كما في اي وقت سابق. وعدم المغالاة في القلق او الاهتمام, وعلى كل طالب ان يشعر بان مسألة النجاح تعنيه شخصيا ولا تعني احدا غيره فبهذه المسألة يتمكن الطالب من المذاكرة وفهم المعلومات التي يجب فهمها, اما اذا ساد القلق ارجاء منزله وقابله الاهل بالضغوط الدائمة ومنعوه من الخروج, فان العلاقة التي بينه وبين الكتاب تصبح آلية, اذ يتلقى كل ما فيه لكن ما ان تصل اليه ورقة الاختبار حتى ينسى كل شيء ويضيف ان المهم في هذا الموضوع هو ترك الابناء يدرسون في الاوقات التي يحددونها هم, ويشعرون فيها بانهم قادرون على تلقي كل شيء لان المعلومة التي يحصل عليها الطالب في وقت يختاره هو تبقى في ذهنه الى الابد.