سعى محامو الدفاع عن المجندة الأمريكية التي صورت وهي تجر سجينا عراقيا عاريا من رباط في عنقه خلال جلسة اجرائية الى الربط بين الانتهاكات التي ارتكبت في سجن ابو غريب عند مشارف العاصمة العراقية والاوامر العسكرية. وقال محلل في المخابرات العسكرية انه رأى اثنين من زملائه ينتهكون حقوق السجناء العراقيين لكن قائدة كبيرة في المخابرات العسكرية كانت مسؤولة عن سجن ابو غريب اواخر عام 2003 قالت انها لم توافق قط على وسائل تتضمن انتهاكات. جاءت تلك الشهادات في اليوم الثالث من الجلسات الاجرائية التي تعقدها محكمة عسكرية منعقدة في فورت براج بولاية نورث كارولاينا تحدد المحكمة في ختامها ما اذا كانت ستحاكم المجندة ليندي انجلاند 21 عاما بتهمة انتهاك حقوق السجناء. وتحولت انجلاند التي قد تصل عقوبتها الى السجن 38 عاما في حالة الادانة الى رمز للفضيحة التي صدمت العالم وعطلت جهود الحرب الامريكية في العراق بعد نشر صور فوتوغرافية لجنود امريكيين ينتهكون حقوق سجناء عراقيين في سجن ابو غريب. وتركزت شهادات امس الاول على قضية الانتهاكات في سجن ابو غريب بينما حرص محامو الدفاع على تعزيز النظرية القائلة بان انجلاند كانت تنفذ الاوامر. وشدد محامو الدفاع من ضغطهم على المحققين العسكريين ليكشفوا عن حجم السلطة التي كانت تتمتع بها وحدة المخابرات العسكرية في سجن ابو غريب. وقال المحققون انه لا دليل على صدور اوامر وفقا للتسلسل القيادي تحتم أو تجيز الانتهاكات. لكن عددا من الشهود شهدوا بانهم رأوا السجناء عرايا ومقيدين في أوضاع محرجة ومذلة بل في احيان اسوأ من ذلك. وشهد المجند اسرائيل ريفيرا وهو محلل في تحقيقات المخابرات العسكرية بانه رأى في اكتوبر تشرين الاول الماضي وقائع سوء معاملة تورط فيها اثنان من أفراد المخابرات العسكرية مما عزز رأي الدفاع القائل بأن الانتهاكات التي شهدها السجن لم تكن قاصرة على الشرطة العسكرية. وقال ريفيرا انه رأى رومان كرول وارمين كروس الى جانب عدد من الشرطة العسكرية وهم ينتهكون حقوق ثلاثة من السجناء العراقيين العرايا. وقال خلال اتصال هاتفي: لقد وضعوا السجناء ككومة من الاجساد وكانوا جميعهم مقيدين معا. ووضعوا عمدا بشكل يوحي انهم يمارسون الجنس معا. وقالت تقارير اعلامية ان التحقيق يجري مع ريفيرا وكرول وكروس وهم اعضاء في الكتيبة 325 من المخابرات العسكرية. ولم يوجه الاتهام لاي منهم. وقال ريك ارنانديز محامي انجلاند من امام المحكمة: ما سمعناه اليوم اعطى صورة واضحة عن الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها اخرون ومرت دون عقاب. وقالت كارولين وود كبيرة قادة التحقيق في المخابرات العسكرية في سجن ابو غريب اواخر عام 2003 ان السجناء لا يمكن ان يتعرضوا لانتهاكات شديدة وان المحققين يجب ان يحصلوا على اذن كتابي من رؤسائهم في حالة استخدام بعض الاساليب منها استخدام الكلاب او الابقاء على السجناء عرايا. وذكرت انها لم تتلق طلبات للحصول على اذن بهذا الشكل في سجن ابو غريب. وسألها محامو الدفاع ما اذا كان سب الأم لإذلال السجناء العرب هو أسلوب مناسب قالت انه وارد إذا كان القصد هو التأثير على نفسية السجين وكسر كبريائه. لكنها استطردت قائلة ان المحقق الذي يسب السجين ويصفه بانه شاذ جنسيا ويضع الملابس الداخلية للنساء على رأسه تمادى إلى أسلوب غير لائق تماما. وأقرت وود بوجود مناطق رمادية يتداخل فيها المباح وغير المباح في الأساليب المستخدمة لانتزاع معلومات من السجناء لكنها قالت ان وضع السجناء العراقيين العرايا في كومة او اجبارهم على ممارسات شاذة هي أساليب خارجة على القيود. المجندة الامريكية ليندي انجلاند في طريقها الى المحكمة العسكرية في نورث كارولانيا